العيد في خان يونس
ما بين مشاهد ذبح الأضاحي وإعداد الطعام، وزيارة الأرحام والمقابر وأهالي الشهداء والأسرى، هكذا تتنوع أجواء وطقوس عيد الأضحى المبارك بعد أداء صلاته في الساحات والمساجد في أحياء مدينة خان يونس.
في خان يونس، تمتلىء المساجد وباحاتها بأكثر من آلاف المصليين، المتوافدين من كل أحياء خان يونس
متحدّين كل ما مضى عليهم من ضيق العيش خلال الأيام السابقة.
وفي تحدٍّ لكل منغصات الاحتلال والحصار عليهم ترتفع على أبواب المساجد لافتات تحيي المقاومة الفلسطينية وتهنئ المصلين بحلول عيد الأضحى المبارك
وبعد أداء صلاة العيد يشارك المهرجون في رسم البهجة بالألوان على وجه أطفال خان يونس بتوزيعهم الهدايا، وأداء الألعاب البهلوانية وذلك لانتزاع لحظة فرح رغم أنف الاحتلال والحصار.
وبعد أداء صلاة العيد في المساجد وبعض الساحات، يبدأ المواطنون بطقوس العيد عن طريق نحر الأضاحي في الأصوات ووسط التكبير والتهليل.
وأثناء عمليات الذبح تكون النساء منشغلات في إعداد وجبات الفطور قبل أن تبدأ عملية توزيع لحوم الأضاحي على الأرحام والمعارف والجيران والأسر المستورة لتعكس حالة وصورة عميقة من التآلف والتكافل.
ويختار العديد من أهالي الشهداء أن يبدوأ فعاليات هذا اليوم بزيارتهم قبور أبنائهم الذين استشهدوا برصاص قوات الاحتلال خلال هذا العام وما سبقه من أعوام.
كما في قطاع غزة، فتتم تأدية صلاة العيد في المسجد والساحات، وتركيز الخطباء على الدعوة للوحدة ومؤازرة ذوي الشهداء وزيارة الأرحام وتفقد الفقراء والمحتاجين.
كما يحرص العديد من المواطنين على زيارة قبور أبنائهم الشهداء.
وبعد الصلاة، ينشغل المضحون في ذبح أضاحيهم، داخل المنازل وفي بعض الطرقات والأرصفة وكذلك المسالخ البلدية المخصصة، حتى تبدأ بعد صلاة الظهر المرحلة الثانية بزيارة الأرحام والأقارب.
كما ويشارك المقاومون من كتائب القسام في أداء صلاة العيد، ويصطفوا عقب الصلاة وسط حالة من الاحتضان الكبير من الصغار والكبار.
وتعتبر عملية تبادل الزيارات في العيد وصلة الأرحام وتبادل التهاني والمباركات ومنح العيدية للأطفال، من أهم العادات الأصيلة المهمة لدى المجتمع الغزاوي والتي لم تفقد بريقها حتى اليوم، إذ أن كبار العائلة يجتمعون ويقضون نهارهم بتبادلهم الزيارات مع الأقارب والأصدقاء، ويمنحون العيدية وهي المبلغ المالي كهدية للأطفال والنساء وذلك ما يضفي فرحا وبهجة على العيد.
ويبدأ النهار في أول يوم من العيد بأداء صلاة العيد، واصطحاب الأبناء ليشعروا بفرحة العيد مع ترديد التكبيرات حتى الوصول الى المصلى، ومن ثم العودة للمنزل وتناول طعام الإفطار والطبق الرئيسي في العيد لأغلب العائلات الغزيّة وهو طبق الفسيخ السمك المملح وتبادل التهاني، ثم الانطلاق برفقة الأشقاء لزيارة الأخوات والعمات والخالات ومنحهم العيدية.
موسوعة دروب المعرفية - سلسلة بلادنا
شاهد أيضاً
-
- خان يونس
- 16:28