استقبال رمضان بخان يونس بالمديح والزينة وإسعاد الأطفال

بالرغم من كل أشكال المعاناة والظروف المعيشية الصعبة والمعسرة التي يعيشها قطاع غزة المحاصر، خصوصاً مخيمات اللاجئين، فإن أهالي مخيم خانيونس الواقع جنوبي القطاع، كغيرهم يقومون في كل شهر رمضان بتزيين الشوارع وتلوينها وذلك فرحاً وابتهاجًا بشهر رمضان المبارك، والذي يعود عليهم في كل عام بمزيد من التضييقات والحرمان والتعب بسبب اجراءات المحتل الصهيوني إلا أن عزيمة الأهالي تظل دائمًا مرافقة السحاب.

ويقوم الأهالي هناك وبجهود فردية بتلوينهم الحارات بألوان جميلة وزاهية تقوم بعكس فرحتهم بالشهر الفضيل، بالإضافة إلى تزيين الشوارع بحبال الإنارة و الإضاءة، وإقامة السهرات اليومية عقب صلاة التراويح يقومون فيها أهالي الحارة بإنشاد المديح ويقومون كذلك بتوديع المكسرات والحلويات والقهوة والشاي.

و الغرض دائماً من هذه المبادرة، والتي لطالما لاقت رواجًا كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي خصوصاً في تيك توك، هو أن يتم إدخال البهجة على قلوب الأطفال والكبار بالحي، وإظهار أن الشعب الفلسطيني لا يزال شعباً صامدًا وقادرًا على الابتهاج  بالرغم من صعوبة الظروف وشدة الحصار.

وقد ظهرت شوارع الحي كلها مزينة بحبال الإنارة والإضاءة ومن مختلف الألوان، ممتدة على طول الشارع، كما وتظهر الحوائط كلها ملونة بألوان زاهية جميلة وقد يتم تزيين بعضها برسوم لأهلّة ونجوم وكواكب، ويكتب عليها عبارات دينية مثل “تقبل الله طاعاتكم”، وعبارات أخرى تملأ الأحياء.

وفي مثل هذه المبادرات يتحمل سكان الحي الواحد تكلفة المبادرة المادية كلها، بالإشارة إلى أنهم يأكلون بعض الأوقات وجبة السحور ووجبة الإفطار في الشوارع، كما أنهم يتجمعون بعد صلاة التراويح ويجلسون في الشارع.

وبحسب سكان المهيم ومطلقي مبادرة تزيين الحي، فإنه بالرغم من المعاناة هم متمسكون بالفرح، والهدف من هذه المبادرات هو إطلاق المبادرة حتى يتم رسم البهجة على وجوه الأطفال، بالرغم من الحصار والقتل والترحيل من فلسطين التي كانت كلها أرضًا لهم.

والهدف من المبادرة هو أن يتم إدخال السرور على جميع سكان المخيم، بالإشارة إلى التمسك بالتراث الفلسطيني، وذلك بعمل بعض القهوة والشاي في الشارع كما كان يفعل أجدادهم، وإضافة المكسرات، التي ربما لم يأكلها سكان المخيم منذ سنوات، بالإضافة إلى بعض الأنواع من الحلوى.

في كل عام يقومون سكان مخيم خان يونس بتزيين تلشوارع، لكن ليس بهذا المستوى المبهر، حيث إن  الزينة والأضواء تمتد بطول الشوارع.

 

 

 

موسوعة دروب المعرفية - سلسلة بلادنا

  • www.aljazeeramubasher.net

    www.aljazeera.net

شاهد أيضاً