الحياة الثقافية في بيت لحم

.تشكل ثقافة المجتمع الفلسطيني في بيت لحم جزءًا لا يتجزأ من الموروث الثقافي وهوية الشعب البيت لحمي  على مر العصور، وهي ساعدت في أن تتميز بيت لحم في كونها مهد المسيح.    

وتطورت الحياة الثقافية في بيت لحم مع التطور في النظام التعليمي، حيث ازدادت المدارس الخاصة، بأعدادها بالإضافة إلى انشاء ثلاث جامعات، ومنها جامعة بيت لحم والتي تعد  من أقدم الجامعات الفلسطينية . وإضافة إلى ذلك، كان للصحافة في بيت لحم دور مهم جدا  في تطور الحياة الثقافية حيث  ظهرت أول مجلة علمية ثقافية اجتماعية في بيت لحم عام ١٩١٩م، وكانت باسم "مجلة بيت لحم"، ثم حلت محلها جريدة "صوت الشعب" والتي كان لها دور مهم جداً و كبير في مجال النضال السياسي والدفاع عن الشعب الفلسطيني خلال فترات الانتداب البريطاني.

هذا ومما بجدر ذكره، أن الكثير من أهالي بيت لحم يتحدثون بلغات أجنبية عديدة ، منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية والروسية، كما تقوم الكثير  من مدارس المدينة بتعليم هذه اللغات كمواد أساسية كباقي المواد التعليمية وقد ساعد وجود المؤسسات والمراكز الثقافية على تطوير ذلك وانتشار اللغات الأجنبية بينهم.

وكان أهالي بيت لحم يتداولون فيما بينهم الأقوال والأمثال التي تعبر عن الكثير من المواقف التي تحدث معهم في حياتهم اليومية، وهذه الأمثال تعد جزءًا لا يتجزأ من الموروث الشعبي و الثقافي، والذي لا يزال أهل المدينة يعملون على حمايته من الاندثار أو السرقة، فيعج الفلكلور الشعبي في بيت لحم بالكثير من الأغاني الشعبية والزغاريد الشعبية والتي تداولتها الأجيال فمن خلال الوقوف على محتواها نستطيع التعرف على أساليب الحياة والعادات والتقاليد، وتتعدد هذه الأغاني والزغاريد الشعبية بتعدد المناسبات والمواقف التي قد نظمت من أجلها، فنجد منها ما هو أغاني وزغاريد عن المقاومة، والحصاد، والزواج، والرثاء، وغيرها.

ولعل أهم ما تركه لنا أجدادنا هو التراث البيت لحمي الفلسطيني التقليدي، و المتمثل في فن التطريز والحياكة والذي يتجلّى باللباس التقليدي الذي يعد من أهم عناصر التراث البيت لحمي  الفلسطيني، ومنها ثوب "المَلَك" والذي ترتديه العروس في يوم زفافها، وما يسترعي الانتباه في الثوب البيت لحمي الفلسطيني، فهو في فخامة المواد المستعملة  في التطريز، والإبداع في تصميمه.

وتميزت مدينة  بيت لحم بصناعة الصدف وخشب الزيتون، والذي كان  يأتي السياح من جميع أنحاء العالم لشراء التماثيل الدينية والصلبان واللوحات الفنية الإبداعية المصنوعة من خشب الزيتون وأنواع الصدف، والتي كان يضاف إليها أحيانا حجر النبي موسى والذي كان يعطي منظراً جمالياً يضاف إلى جمال القطع الفنية هذه.

أما بالنسبة للمأكولات الشعبية الفلسطينية البيت لحمية ، فقد تميز المطبخ البيت لحمي الفلسطيني بتعدد الأطباق اللذيذة المختلفة، فكانت وجبة الفلافل والحمص من أشهر الأطعمة المقدمة في بيت لحم، بالإضافة إلى الكثير من المأكولات والمشروبات الشهية التي كان يأتي السياح إلى بيت لحم ليجدها فقط في بيت لحم.

 

 

موسوعة دروب المعرفية - سلسلة بلادنا

  • www.bethlehem-city.org

    www.aljazeera.net

    .

شاهد أيضاً