كنيسة المهد
كَنِيسَةُ ٱلْمَهْد وهي كنيسة ولد فيها يسوع المسيح في موقعها، توجد في بيت لحم في الجنوب من الضفة الغربية على بعد أربعة كيلومترات من قصر مؤتمرات بيت لحم والتي بناها الإمبراطور قسطنطين في عام ٣٥٥م.
تعد كنيسة المهد من أحد أقدم الكنائس في فلسطين والعالم كله والأهم من هذا كله حقيقة أنَّ الطقوس الدينية والتي تقام بشكل منتظم حتّى الآن وذلك منذ مطلع القرن السادس الميلادي في حين شيّد الإمبراطور الروماني يوستنيان الكنيسة بشكلها الحالي.
وكانت كنيسة المهد هي الأولى من بين الكنائس الثلاثة التي بناها الإمبراطور قسطنطين بمطلع القرن الرابع الميلادي في حين أصبحت المسيحية هي ديانة الدولة الرسمية وكان ذلك استجابة لطلب الأسقف ماكاريوس في المجمع المسكوني الأول في نيقيه في عام ٣٢٥ للميلاد
حيث دخلت كنيسة المهد سنة ٢٠١٣ قائمة التراث العالمي وهو أول موقع فلسطيني يدرج ضمن لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو .
وفي سنة ٣٢٦ ميلادي زارت الملكة هيلانة الأراضي المقدسة وذلك بغرض المشاهدة للأماكن المهمة من حياة السيد المسيح، ومن ضمن ما شاهدته هو المغارة التي توجد على المشارف من بيت لحم حيث ولِدَ فيها السيد المسيح وحسب ما اعتقدت به الجماعات المسيحية القاطنة هناكًبأن السيد المسيح وُلِدَ في مذودٍ في مغارةٍ حقيرةٍ إذ لم يكن له موضع في المنزل (متى 2:7)، كما يذكر البشير متّى في إنجيله منزلًا حضر إليه المجوس الذين قدموا من الشرق ليكرموا الطفل يسوع حيث كانت مريم العذراء ويوسف والطفل، أما يوستينوس الشهيد فقد أشار إلى أنّ ذلك المذود وجد في مغارة.
وكان كثيرٌ من رعاة في تلك المنطقة يعمدون لحفظ مواشيهم ليلًا في مغر، وأضف إلى ذلك أنَّ البيوت الفلسطينية التقليدية القديمة كان يتم بنائها في الغالب على مغر أو كهوف، ويكون الواحدُ من هذه البيوت في العادة من مكان واسع (أو لنقل) غرفة واحدة وكانت تستعمل للأكل والنوم والمعيشة، كما قسّمت هذه لعدة طوابق الأسفل منها خصص للحيوانات. وهكذا يمكننا ان نفهم كلام البشير لوقا: إذ لم يكن لهما موضعًا في المنزل وهذا يعني أن مريم العذراء ويوسف لم يجدوا مكانًا لهم في المنازل لإزدحامها وبهذا لم يكن لهم سوى أخذ مكاناً بين الحيوانات في الأسفل، وفي هذا السياق نفسر التقليد الغربي للتصور المنتشر القائل بوجود المذود في الإسطبل.
ومن مميزات هذا البناء و الذي أنشأه الإمبراطور قسطنطين أنه حوى في بنائه الأساسي مثمنًا فيه فتحات تؤدي إلى مغارة الميلاد حيث المذود والنجمة، غربًا يجد المرء بازيليكا كبيرة وهي تنتهي ببهو محاط بالأعمدة والذي يُطلّ على مدينة بيت لحم.
وتعرض بعض من أجزاء هذه الكنيسة للدمار عدة مرات، كان أولها في العام ٥٢٩ م عندما دمرها السامريون، ويعتقد أنهم جماعة من اليهود والذين ينسبون إلى عاصمتهم القديمة السامرة، وبعد ذلك أعاد الإمبراطور «جستنيان» بناء هذه الكنيسة على نفس موقعها القديم، ولكن على مساحة أكبر، وكان ذلك في العام ٥٣٥ م.
موسوعة دروب المعرفية - سلسلة بلادنا
-
المراجع
arabi21.com
arabic.cnn.com