الأعراس البدوية في غزة
بالرغم من أن معالم حياة البداوة قد تلاشت بشكل شبه كامل من جميع أنحاء قطاع غزة، إلا أن بعض العائلات الفلسطينية ذات الأصول البدوية، ما زالت تحافظ على تقاليدها القديمة حتى اليوم وتحافظ على طابعها الخاص في إحياء أعراسها وأفراحها. وتقوم فئة ‘البدو’ في قطاع غزة باستغلال مناسبات الزواج والأعياد، حتى يمارسوا طقوس احتفالاتهم القديمة، وفنونهم الغنائية والموسيقية الفنية مثل،’الدِّحِّية’ و’اليرغول’ و’السامر’، و’السمسمية’، في محاولة حتى يحافظوا عليها من الاندثار أمام كل الفنون الحديثة. وبحب البدو في قطاع غرة فلا يمكن لهم أن يتركوا تراثهم الغنائي القديم حتى يتلاشى أمام الغناء الحديث الهابط، فهو الماضي لهم وحاضرهم ومستقبلهم، ووسيلة جميلة في سبيل تعبيرهم عن الفرحة والتلاحم ما بين أفراد العائلة’. ومن أهم الطقوس البدوية للاحتفال بمناسبات الزواج والأعياد هي تقديم ولائم الطعام وذبح الخراف بالإضافة إلى إقامة الحفلات التي تتخللها الأغاني البدوية والدبكة الشعبية والدحية والسامر كذلك. وتبدأ طقوس الأفراح البدوية الفلسطينية بالبداية من زفة العريس ثم تأني ‘المربوعة’ و’الدبكة’ ومن ثم ‘الدحية’ وأخيراً تكون الزفة الختامية للعريس على أوتار آلة ‘السمسمية’. ومن خلال هذهالكلمات تبدأ زفة العريس في الأفراح البدوية، درّج يا غزالي ويا رزقي وحلالي… عريس الزين يتهنى يؤمر علينا ويتمنى… والدنيا مسا.. الله يمسيكم يا أهل الفرح جينا نهنيكم… والدنيا مسا.. والجو رايق والخاتم يلمع على الحلو لايق… والدنيا مسا، والورد فوّاح واحنا خذينا من بيت الفلاح. وبينما يردد المشاركون في الاحتفال كلمات الزفة البدوية يتم حمل العريس على جمل مزين بالورود ويسير خلفه الأقارب والأصدقاء والجيران. ويأتي بعد الزفة البدوية ما يعرف بـ’المربوعة’، وهي الأكثر جذباً لدى الحضور، حيث يشارك فيها مايقارب ١٠٠ شخص ويصاحبها العزف على آلة البيانو. و’المربوعة’ تعد لون من ألوان الغناء البدوي الفلسطيني، حيث إنها تأخذ طابعاً خاصًا ولها شكلاً مميز، ولا يوجد هذا اللون من الغناء والرقصة المرافقة له، إلا فقط في صحراء سيناء بمصر، وغزة والضفة الغربية في فلسطين، والأردن. وفي العادة يتم غناء هذا اللون من الأغاني في الأعراس، فتقف مجموعتين من شباب العائلة البدوية وينقسمون إلى قسمين، و إحدى المجموعتين تبدأ بالغناء وتقوم الثانية بترديد الكلمات من ورائها، وبعد ذلك تنطلق المجموعتان بالغناء المُتبادل من الطرفين. وبعد فقرة ‘المربوعة’ تبدأ الدبكة الشعبية وتكون على صوت آلة ‘اليرغول’ وهو عبارة عن نايٌ له أنبوبتين يتم تصنيعه من عيدان الخيزران المجوفة، وهاتان الأنبوبتان متوازيتان. ويقوم المشاركون بالغناء خلال فقرة الدبكة الأغاني البدوية الشعبية. وبعد الدبكة الشعبية تأتي فقرة ‘الدِّحِّية’، وهي عبارة عن رقصة بدوية قديمة، تتم ممارستها في منطقة النقب وقطاع غزة والضفة من فلسطين والأردن وشمال السعودية وعدد من دول الخليج وبوادي سوريا والعراق. والدحية كانت تمارس قديمًا قبل الحروب وذلك لإثارة الحماسة ما بين أفراد القبيلة.
موسوعة دروب المعرفية - سلسلة بلادنا
-
المراجع
arabi21.com
alqudsnews.net
www.alquds.co.uk
شاهد أيضاً
-
- غزة
- 08:27