الحرم الإبراهيمي
يقع الحرم الإبراهيمي في الركن الجنوبيّ الشرقيّ من المدينة الجديدة، في حين كان قديمًا يتوسطها، والمحيط به من كل ناحية هي الأحياء، والحرم الإبراهيمي هو رابع مقدسات الإسلام، وبالنسبة لفلسطين هو ثاني بعد المسجد الأقصى.
ظلت قدسيَّة المكان والتبرُّك به وبمشاهدة قبور الأنبياء مستمرة منذ بزوغ الإسلام وحتى يومنا هذا، والحرم الإبراهيميّ من واحذ أهم المنشآت المعماريَّة المرتبطة بمدينة خليل الرحمن وتاريخها، حيث يُعتَقد أنَّ النَّبيَّ إبراهيم، عليه الصلاة السلام، كان يسكن مدينة الخليل، وقد عاش فيها خلال العصر البرونزيّ الوسيط؛ أي قبل ما يقارب ٤٠٠٠ سنة من وقتنا الحاصر؛ فعندما وافت زوجته سارة المنية، دفنها في مغارة اسمها مغارة المكفيلية الواقعة أسفل الحرم، وعندما تُوفِي إبراهيم عليه السلام دُفِن كذلك في نفس المغارة بجوار زوجته، ومن بعده أيضاً دُفِن إسحاق ويعقوب وزوجاتهم (سارة، ورفقة، وليقة) وفي وقت لاحق أقيم في هذا المكان ضريح للنبيّ يوسف عليه السلام.
تم بناء الحرم الإبراهيميّ داخل السور، الذي قام بإنشاءه الملك هيرود الأدومي وهو حاكم فلسطين في الفترة الرومانيَّة المبكرة من ٣٧ إلى ٤ ق. م.) وهو عبارة عن مبنى مرصوف بحجارة منحوته ضخمة جداً ويزيد طول بعضها على سبعة أمتار ونصف، وعرضها بلغ ما يقارب المتر، أما ارتفاع جدران المسجد فيزيد عن خمسة عشر مترًا، وفي الفترة البيزنطيَّة تم بناء كنيسة داخل السور، إلا أنه تم هدمها خلال الغزو الفارسيّ لفلسطين عام ٦١٤.
وقد حظي الحرم الإبراهيمي بعد الفتح العربيّ الإسلاميّ لفلسطين عام ٦٣٦م، باهتمام من نوع خاص، وتمت إقامة المسجد فيه، كما وبُنيت المقامات على قبور الأنبياء، ووُضِعَت عليها الشواهد، وصارت مدينة الخليل، في الفترة العربيَّة الإسلاميَّة، هي المدينة المقدسة الرابعة، حيث كان الحجاج المسلمون يأتونها للزيارة من كل أنحاء العالم، وقد لاقت هذه المدينة كل التبجيل والتقديس والاحترام من حكام ورؤساء الدول الإسلاميَّة المتعاقبين ومن الوعظة والعلماء وسائر الوافدين.
فيما تحول المسجد الإبراهيميّ إلى كنيسة، وتمت تسمية مدينة الخليل باسم قلعة القديس أبراهام، في عام ١١٨٧، وذلك بعد الاحتلال الصليبيّ لفلسطين عام ١٠٩٩، وآنذاك قام صلاح الدين الأيوبيّ باستعادتها وحَوَّلَ الكنيسة إلى مسجد، وقام بنقل منبر مسجد مدينة عسقلان إلى الحرم الإبراهيمي، وهو اليوم واحد من التحف الخشبيَّة النَّادرة والفريدة، وقد أضيف إليه أربع من المآذن بقي منها اثنتان حتى اليوم.
موسوعة دروب المعرفية - سلسلة بلادنا
-
المراجع
arabi21.com
www.aljazeera.net
islamicart.museumwnf.org