بيت لحم
مدينة تعبر عن لحمة في سكانها رغم اختلاف دين مكوناتها، وتعد مركزاً للثقافة والسياحة في فلسطين، وتحظى باهتمام كبير لمكانتها عند المسيحيين، ولما تحتويه من عدد كبير من المقدسات، كالمساجد والكنائس والأديرة، حديثنا اليوم عن مدينة بيت لحم.
تقع بيت لحم ضمن سلسلة جبال القدس، وتقع في الجهة الجنوبية من مدينة القدس على بعد 2كم، وتعلو حوالي 775 متراً عن سطح البحر الأبيض المتوسط.
تعد مدينة بيت لحم من المدين التي أنشأها الكنعانيون قبل أكثر من 2000 قبل الميلاد، ثم توالت عليها مجموعات قبائل مختلفة في معتقداتها، وفي القرن الحادي عشر قبل الميلاد حكم المدينة النبي داوود عليه السلام، وبعدها حكم المدينة الرومان وبنوا في الكنائس، وفي العام 330م بنيت كنيستا المهد في بيت لحم والقيامة في القدس، ثم تعرضت كنيسة المهد للهدم علىة يد السومريين، ثم بنيت من جديد، وفي سنة 648م دخلت المدنية تحت الحكم الإسلامي، وزارها الخليفة عمر بن الخطاب وصلّى داخل كنيسة المهد، وعاش أبناء الديانتين المسيحية والإسلامية في هذه المدينة بروح من الإخاء والتعاون، ومارس أتباعهما شعائرهم الدينية بحرية.
يذكر أن زمن هارون الرشيد من أكثر عهود بيت لحم ازدهاراً؛ حيث نشطت التجارة، واستتب الأمن، وأطلقت الحريات، ورمّمت الكنائس وأماكن العبادة.
في عام 1099م دخلت المدينة تحت الحكم الصليبي بعد أن دخلها الجيش الصليبي ودمرت المدينة واحرقت، ولم يتبق منها إلا كنيسة المهد، وقد دام الحكم الصليبي لبيت لحم حتى عام 1187، حيث عادت بيت لحم لأصحابها، بعد انتصار المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي على الصليبين في معركة حطين.
يتميز مناخ مدينة بيت لحم بأنه متوسط معتدل ذو صيف حار وجاف، وشتاء بارد ممطر، كما تشتهر بيت لحم بالمصنوعات الخشبية والصدفية والتحف التذكارية وأعمال التطريز التي تباع للسياح والحجاج الذين يزورون المدينة بالإضافة إلى صناعة الحجر والرخام والصناعات المعدنية. ولأهمية بيت لحم الدينية والتاريخية الأثر الكبير في زيادة وتفعيل النشاط السياحي، إذ تعدّ الصناعات السياحية فيها من المصادر الأساسية للدخل القومي.
برُزت العديد من الاثار والمعالم السياحية، ككنيسة المهد، ودير ابن عبيد، وآبار النبي داوود، ومسجد بلال الذي بني في عهد الدولة العثمانية بجانب قبر زوجة النبي يعقوب عليه السلام.
موسوعة دروب المعرفية - سلسلة بلادنا