بركة السلطان

بركة السلطان هي بركة توجد في وسط مدينة الخليل وإلى الجنوب الغربي من المسجد الابراهيمي في فلسطين حيث كان قد بناها السلطان سيف الدين قلاوون الألفي والذي كان قد تولى السلطنة على مصر والشام وذلك كان في أيام المماليك بالحجارة المصقولة، وقد اتخذت شكلاً مربعًا حيث بلغ طول ضلعه قرابة الأربعين متراً تقريباً، ويبلغ عمقها نحو ٢٥ مترًا، وعرفت منذ ذلك اليوم ببركة السلطان.

و كانت قد بنيت هذه البركة بهدف سقاية الحجيج القادمين من الشام وشمال فلسطين إلى الديار الحجازية، وبسبب كثرة وانتشار حوادث الغرق وتكاثر البعوض وانبعاث الروائح الكريهة منها فقد قررت دائرة الأوقاف الإسلامية وبالاتفاق مع بلدية الخليل ودائرة الصحة على تفريغها من المياه وتجفيفها نهائياً وإغلاق القنوات التي تؤدي إليها. كما عارض قسم الآثار التابع للإدارة العامة في مدينة القدس على إقامة أي مشروع عليها وذلك من اجل الحفاظ على التراث الأسلامي والتاريخي حيث تعتبر هذه البركة من ممتلكات دائرة الأوقاف الإسلامية.

وبركة السلطان فهو حوض مياه قديم والذي يوجد في الجانب الغربي من جبل صهيون في مدينة القدس حيث من المُحتمل أن ترجع أصولها إلى وقت هيودوس الأول والبعض كان يعتقد بأنها بركة الثعبان والتي ذكرها يوسفيفوس فلافيوس وفي العصر الحشمونائي فقد تم تغذيته بالماء عبر القناة السفلى، كما قام السلاطين العثمانيين (الذين سميت هذه البركة باسمهم) بتوسيعه إلى خزان مساحته 67 م × 169 م × 12 م.

وكانت تعد جزءًا من شبكة تزويد المياه لمدينة القدس وذلك في العصور القديمة وحتى العصور العثمانية المتأخرة. وخلال زمن الصليبين، كان يُعرف باسم لاكوس جرماني.

وهي حالياً جافة في الصيف وتُستعمل للحفلات الموسيقية والمهرجانات.

وفيما يرد عن انتهاكات الاحتلال لها ـ فكان الاحتلال اعتدى عليها وحولها إلى أحد أكبر الملاهي في الاحتلال الإسرائيلي الليلية، وسيستبدل بالسقّائين آلافُ المستوطنين من الاحتلال الصهيوني والذين يتراقصون ليلا على أنغام مطربيهم.

وحيث نكأت بلدية الاحتلال في القدس جرح "بركة السلطان" التاريخية ، حين أعلنت في ٢٧ ديسمبر/كانون الأول ٢٠٢٢ عن مشروع بميزانية بلغت ١٠٠ مليون شيكل (٣٠ مليون دولار) بالتعاون مع "مؤسسة صندوق القدس" وسلطتي الآثار والطبيعة والمتنزهات، حيث يتضمن زيادة عدد مقاعد مدرج المسرح والذي أنشأه مكان البركة ليستوعب ٧ آلاف شخص، بالإضافة إلى إقامة مقاهى وحديقة وبركة بيئية، ليصبح الموقع كما وصفت البلدية "أجمل منطقة للحفلات الموسيقية والحياة الليلية في إسرائيل".

موسوعة دروب المعرفية - سلسلة بلادنا