عادات وتقاليد الأعراس في مدينة رفح

تُمسك الفلسطينينية الرفحية، بيديها "صينية" والتي تحتوي أطباقًا من الحناء (الحنة)، أُحيطت بأوراق ورد، وعلى قطع صغيرة من الحلوى والشموع.
بفرح ظاهر للعيان، وتتجه صوب ابنها (العريس ) المنشغل برفقة عشرات الفتية والشبان بالتمايل والرقص على أنغام إحدى أغاني الزفاف الشعبية والتراثية في ساحة تكون مجاورة لمنزلهم في مدينة رفح، في جنوبي قطاع غزة.
ومن ثم يتقدم العريس نحو والدته التي وضعت في يده اليمنى "الحنة"، ومن ثم أغلقتها بإحكام، كي تتلون كفه بلون الحناء المائل إلى الحمرة، وفي مشهد لا تزال العائلات الفلسطينية، تحافظ على تقاليده.
ليلة الحنة هي الليلة التي تسبق الزفاف بيوم أو يومين.
وتشهد هذه الليلة احتفالاً، للشباب وللفتيات بشكل منفصل، حيث يقوم العريس برفقة أصدقائه وأقاربه الشباب، بالرقص والغناء، على أنغام الفنون التراثية القديمة، وترديد أغاني الزفاف التقليدية.
وما إن تقترب الحفلة من النهاية مع ساعات الليل، حتى تقوم والدة العريس، وترافقها جدته، وخالاته وعماته ونساء الحي، بالإمساك بأطباق الحناء، والتي تزينها الشموع، والورود والحلوى، ووضعها في يد العريس اليمني، وأيادي أقاربه، وأصحابه أو الراغبين في ذلك،. 
حيث جرت العادة أن تعد أم العريس الحنة وتضعها في يد العريس اليمنى ومن ثم، تقوم بتوزيع بقيتها على الحاضرين".
ويكتفي العريس، والشباب بوضع الحنة في اليد اليمني، فيما تتجه والدة العريس اتجاه سهرة الفتيات، وتحديداً، نحو العروس لنقش يديها بالحنة.
وتتزاحم أيادي تلك الفتيات، في السهرة لتسبق العروس في الحصول على يد رُسمت عليها وردة، أو فرع لشجرة، أو تحولت على أيادي النساء الماهرات في النقش إلى لوحات فنية.
تقول إحدى النساء المسنات هذه عاداتنا ورثناها منذ القدم، ولا نزال نحافظ عليها، نصفق ونغني، نضع الحناء في يد العريس، أما العروس فننقش عليها أشكالاً جميلة".
ورغم أن ليلة الحناء قد اشتهرت في فلسطين، لدى العائلات والتي هاجرت من مدنها وقراها في عام ١٩٤٨ عقب "النكبة"، إلا أن هذه العادات بدأت تجد طريقها إلى أغلب العائلات في قطاع غزة، وإن اختلفت في التسمية، وطريقة الاحتفال.
فلا يكاد عرس من قطاع غزة، إلا وتسبقه بيوم أو يومين حفلة خاصة بالعريس يحييها الشباب، وأخرى خاصة  للعروس بمشاركة الفتيات والنسوة.
وتجد العديد  من العرائس في "الحنة"، وسيلة تميز ليلة عمرهن، وخاصة في ظل انتشار الأشكال المختلفة للنقش والرسم على اليدين.
كما تشتهر شجرة "الحنّاء" في فلسطين، ولها ثمر رائحته متميزة والتي تعرف بـ"تمر الحنة"، أما أوراقها فهي تستخدم كصبغة للشعر، وذلك لإخفاء الشعر الأبيض (الشيب)، إضافة إلى استعمالها  في رسم النقوش الجميلة على أيادي النساء.
وحالياً يباع مسحوق الحنة في أسواق العطارة جاهزاً، وقد يتم إعداده في البيت، عن طريق سحق الأوراق وعجنها مع الماء، وإضافة أنواع من النباتات البرية مثل "الكركديه" لجعل لونها يبدوا  أحمرا أو بنيّا.
وتقوم إحدى المسنات قي الحي  بنقش الحناء على أنامل وأكف الفتيات والعروس، وهي تردد الأغاني التراثية الخاصة بها 
وتقوم النسوة من أقرباء العروس بتزيينها يديها وقدميها بالحنّاء، ونقشها بشكلٍ جميل، وكتابة أول حرف من اسمها واسم عريسها على يديها، وذلك قبل زفافها بيوم، او في ساعات الليل.

 

  • www.aa.com.tr

    akhbarelyom.com

    www.alaraby.co.uk

شاهد أيضاً