الأعياد في رفح

حرص الفلسطينيون الرفحيون في عيد الفطر المبارك في كل عام على إحياء عادات وتقاليد وطقوس التي توارثوها منذ القدم عن آبائهم وأجدادهم.
ورغم تلك الأوضاع المعيشية الصعبة في رفح إلا أن الفلسطينيين يحاولون إضفاء أجواء من الفرح والبهجة من خلال ممارسة طقوس خاصة بهم، والاحتفال بطريقتهم الخاصة، وشراء ملابس العيد لأطفالهم، فيما تعدُّ النساء أنواعا مختلفة ومتنوعة من الأطعمة والحلويات الخاصة بالعيد.
وبالرغم من أن العيد هذا العام قد يأتي ممزوجاً ببعض الحزن والألم، بسبب الأوضاع الأمنية في المدن الفلسطينية  المحتلة وفقدان بعض العائلات لأحباء لهم الذين سقطوا شهداء خلال شهر رمضان المبارك، إلا أن اللافت للأمر أن الفلسطينيين يجدون مساحات للفرح والبهجة، ويصرون دائما على أنه من رحم الألم يخرج الأمل والفرح، وذلك مما يجعلهم يعيشون فرحة العيد، وأن الظروف الحالية القاسية لا تزيدهم إلا تماسكاً وحباً.
وتعد  كعكة العيد، (الفسيخ /الرنجة/ وهي نوع من أنواع السمك المملح)، وطبق "السماقية"، وهي من أهم الطقوس في عيد الفطر المبارك، حيث يبدأ الفلسطينيون قبل أيام من عيد الفطر بإعداد الكعك الذي تم اعداده  بالتمر والمكسرات وشراء انواع مختلفة من الحلوى لاستقبال الضيوف وفي أول أيام العيد، وتعد صلاة العيد والزيارات الاجتماعية والتواصل بين الأرحام والأصدقاء السمة الغالبة على هذا اليوم السعيد.
وفي هذا السياق تقول الفلسطينية إن أبناءها لا يشعرون ببهجة العيد إلا عندما يباشرون بإعداد تشكيلتها المميزة والمتعددة من الأطعمة والنكهات من الكعك، "فلا طعم للعيد بدون الكعك والمعمول المحشو بالمكسرات والتمر، والحلقوم" والتي تعد من حلويات العيد ووجودها على المائدة ضرورة صباح هذا اليوم.
وعلى الرغم من الأوضاع الصعبة في البلاد والمخاوف من اندلاع الحرب إلا أن الناس اعتادوا أن لا يمر العيد دون أن صناعة الكعك والمعمول للأطفال، فقد اعتادت الأمهات والجدات على إعداده كل عام.
وتعد تبادل الزيارات في العيد وصلة الأرحام وتبادل التهاني واعطاء العيديات للأطفال، من العادات الأصيلة المهمة لدى الشعب  الفلسطيني والتي لم تفقد بريقها حتى هذا اليوم، حيث يجتمع كبار العائلة ويقضون نهارهم بتبادل الزيارات مع الأقارب والأصدقاء، ويمنحون العيدية "وهو مبلغ مالي" كهدية للأطفال والنساء مما يضفي الفرح والبهجة على العيد.
و النهار في أول يوم من العيد يبدأ بأداء صلاة العيد، وأصطحاب الأولاد ليشعروا بفرحة العيد مع التهليل والتكبير حتى يصلوا إلى المصلى، ومن ثم يرجعون للمنزل وليتناولوا طعام الإفطار ويتبادلوا التهاني فيما بينهم، وينطلقون بعد ذلك برفقة الأشقاء لزيارة الأخوات والعمات والخالات ومنحهم العيدية".
 

  • www.alwatanvoice.com

    www.aljazeera.net

     

شاهد أيضاً