عادات العزاء في جنين

كانت علاقة الدين بالوفاة وثيقة وذلك لارتباط الناس الشديد بالدين فكانوا يقولون عن الذي يموت وهو في شبابه و بصحة وقوة « مات موتة ربه» وكانوا لا يتناقشون في ذلك لأن هذه إرادة الله، والاعتقاد بالحسد والإصابة بالعين حيث كانت هذه الفكرة شائعة بكثرة فكانوا يعتقدون أن موت الفتى اليافع أو الشاب القوي الجميل لابد وأن يكون ناتجاً عن «إصابة عين», وغالباً ما تتهم العجوز الكبيرة في السن بأنها هي التي حسدت المتوفي.

كيفية انتشار خبر الوفاة:
ففي بداية هذا القرن كانت جنين لا تزال قرية صغيرة يقطنها العدد القليل من «الحمايل» فإذا مات أحد السكان ـ سواء كان ذلك ليلا أم نهارا فإن أهل البلد يستطيعون تمييز ذلك من خلال الأصوات العالية ـ والصراخ ـ من قبل أهالي المتوفى حيث يقال دار فلان فيها صياح, روحوا يا أولاد شوفوا ايش صار فيأتي الأولاد بالخبر بعد ذلك، فيقوم أقرباء الميت بإخبار بقية الحمولة وفي خلال ساعات قليلة يكون جميع من في البلد قد عرفوا بالخبر, وإذا أراد أهل الميت أخبار القرى المجاورة التي لها علاقة مع أهل الميت فكانوا يرسلون لهذا الغرض شخص يسمى بالساعي أو الخيال، فمنذ القدم وحتى نهاية الأربعينات من هذا القرن كان جميع أهالي البلد يعطلون أعمالهم في ذلك اليوم ـ للاشتراك في مراسيم الدفن وما يتبعه  حتى ولو كان بينهم خصومات أو عداء مستحكم حيث كانوا يقولون "،عند  الموت ما بتمش فيها حكي أي عندما تصل الموت فلا يبقى فيها كلام، وفي كثير من الأحيان تستغل الوفاة وكذلك الأفراح ـ كحالة يلم فيها الشمل من ذوي الخصومات حيث يتم الصلح في هذه المناسبة فترى الجميع يشاركون في المراسيم وبعدها تعود المياه إلى مجاريها الطبيعية و بعد أن يتم نشر الخبر فكان الرجال يذهبون رأسا إلى بيت أحد اقارب  الميت وعموما كانوا يفضلون أن يكون هذا البيت قريبا على بيت الميت, فكانوا يجلسون هناك حيث توزع القهوة السادة ـ وذلك تعبيرا عن الحزن وإعلانا للحداد ـ وذلك بانتظار وقت الجنازة التي غالبا ما تكون بعد صلاة الظهر إلا بحالات معينة 
.
ما قبل الدفن:
فالعادة المتوارثة في بلدة جنين منذ القدم أن الميت يجب أن يدفن بنفس اليوم الذي يموت فيه إن أمكن ذلك وهم بذلك يطبقون الشريعة حيث يقولون « إكرام الميت دفنه» وقد يؤجل الدفن ليوم واحد على الأكثر في حالات يقومون بالدفن على أضواء المصابيح أو أن يكون للميت أقارب أعزاء بمكان اخر بعيد فينتظرون  قدومهم لوداعه.
ومن يسجى الميت بمنزله على أن يواجه القبلة ويكون رأسه الى جهة الغرب وقدميه الى  جهة الشرق وذلك بعد أن يجمع فكه الأسفل مع بقية رأسه بواسطة ربطة والتي كانت  تسمى «بوزرة» كما تربط رجلاه بنفس الطريقة وذلك بعد أن يقوم أحد المتواجدين  بتسبيل عيون الميت وضم أصابع يديه وقدميه  بحيث تكون بشكل طبيعي. وبعد ذلك كان يتم تغطية  الميت بقطعة من القماش فغالبا ما تكون بيضاء وفي العادة كان  يكشف الغطاء عن وجهه حتى يكون باستطاعة من يدخل أن يلقي عليه نظرة أخيرة ووداع وفي أثناء ذلك كله يقرأ القرآن في الغرفة التي يوجد فيها الميت.
وبعد ذلك يتم شراء مستلزمات غسيل الميت ويتم غسله بالصابون والماء وعادة ما كان يتم غسيل الميت من الرجال بواسطة حضور اهل الميت وبعض اصدقائه ويتم تعطيره بالمسك ومن ثم ينقل الى المسجد للصلاة عليه ام النساء فكان يتم تغسيلهم من قبل نساء من اهالي المتوفية ومن ثم توضع في القبر من اقاربها من اولادها او اخوتها او زوجها
ومن ثم يقام عزاء للمتوفي مدة من ثلاث ايام وقد تستغرق اسبوع وذلك حسب المتوافدين واعدادهم وكان يتم تقديم القهوة المرة 
وهناك في بيت النساء فكان النواح والبكاء يستمر لمدة تصل لأشهر.
 

  • info.wafa.ps

    group194.net

    ultrapal.ultrasawt.com

شاهد أيضاً