أجواء العيد في جنين

الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، ولا إله إلا الله” يتم ترديد هذه العبارة مئات المرات في عشرات الأماكن والمواقع التي تم تخصيصها لصلاة العيد في جنين الفلسطينية، وعادة ما تكون في أراضٍ فارغة “أي في العراء” وذلك اقتداء بسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام.
وإلى ساعات الفجر الأولى من أيام العيد الأولى تظل المحلات في محافظة جنين تضج بالمواطنين، وذلك لمن يريد أن يقضي بعضاً من مستلزمات بيته وعائلته، فهذه كلها أجواء عيد الفطر في جنين، بالرغم من الويلات العديدة التي تمرّ بها خلال الأيام الاعتيادية إلا أن شعبها يأبى إلا أن يفرح.
ومن أبرز مظاهر العيد في جنين الفلسطينية هو اجتماع الأطفال منذ ساعات الفجر الأولى، وذلك في حلقات الذكر وقراءة القرأن، وحتى يرددوا عبر مكبرات الصوت تهليلات وتكبيرات العيد، وعلى هذه النغمات المموسقة يخرج الناس من منازلهم قاصدين المساجد.
و الناس في جنين يقضون الأجواء بالعادة بزيارات قصيرة على أرحامهم وجيرانهم وأصدقائهم، ويتخللها جولات الخروج في الليل لبعض المناطق الترفيهية.
ورغم ما تمر به فلسطين من نكبات متتالية، إلا أنّ الفلسطينيون دائماً ما يرصدوا الكثير من الاستعدادات للعيد، ففي جنين تعود دائماً الأجواء لتنهض مجدداً من وسط الألم، ومحاولة الناس بالإصرار للعيش البسيط مع فرحة العيد بالرغم من تنغيصات الاحتلال عليهم ذلك، فيقومون بنصب الزينة في حارات البلد القديمة، ويجهزوا الهدايا ليتم توزيعها أمام أبواب المساجد.
وبالرغم من كل ذلك يكون الاجماع كبير جداً فيتم الخروج والتكبير والتهليل في شوارع جنين، ويعيشون أبنائها أجواء العيد بطابع اسلامي، فجنين محافظة اسلامية فلسطينية، ولن تخشى وجود المستوطنين ولا بلاغاتهم للشرطة بحسب ما يسردونهم الناس هناك.
والسهرات الجميلة وليالي السمر، والسياحة إلى داخل المناطق الساحرة والجذابة، هو أهم شيء يقوم به شباب الضفة الغربية، فلا بد من أن يستغلوا كلّ لحظة من ليالي عيد الفطر السعيد، بالرغم من كل معوقات الاحتلال وعرقلته لحركة بفرضه للحواجز والتفتيش الفردي.
أما الفتيات في جنين، ينتظرن على جمرٍ قدوم العيد، للقاء الأحبة من الأقارب والصديقات والجارات، عوضًا عن التنزه خارج المنزل، و أجواء العيد تبلغ جمالها في العيديات، وتشتد المنافسة ما بين الفتيات من معها المبلغ المالي الأكبر.
وتبقى جنين كغيرها من المحافظات الفلسطينية كالعنقاء، تحاول النهوض من كلّ كبوة وعثرة، لتصنع الحياة من لا شيء، ومن دون حياة تجد حياة
شباب جنين الأجواء لديهم مختلفة نوعاً ما، فلا يوجد أماكن للتنزه بشكل كبير، ليقتصر الأمر حينها على تبادل الزيارات والسير في شوارع الحارات، كلّ يحاول الحياة من بيئته وحياته.
 

  • wafa.ps

    refugeesps.net

شاهد أيضاً