طقوس تراثية في حياة بئر السبع

كثير من العائلات التي كانت تسكن بئر السبع وهجرت بفعل الاحتلال الى محافظات عديدة من المحافظات الفلسطينية إلا أنهم ما زالوا محتفظين بعاداتهم وتقاليدهم البدوية حتى اليوم، بما فيها نظام العشائر والعوائل الممتدة.
لا يزالون العائلات في بئر السبع يمتهنون مهمة رعي الأغنام، ولا تزال النساء الكبيرات تشارك مع بناتهن وزوجات أولادهن مرحلة إعداد الطعام، حيث انها تقوم بإرشاد باقي النساء لطريقة إعداد الطعام وذلك "وفق الأصول".
كانت النساء هناك تعمل في صناعة بيوت الشعر البدوية التي يتم غزلها من شعر الجمال أو الغنم، وذلك عن طريق استخدام مغزل يدوي بسيط تتم صناعته من قرن الغزال وخيط، واسم بيت الشعر يكون بناء على عدد الأعمدة المستخدمة بصنعه، فالذي يحتوي على ٤ أعمدة يطلق عليه المروبع، والذي يحتوي على ٥ أعمدة اسمه المخومس، وهكذا، ثم تقوم النساء كذلك بنسجها مجموعة من المفروشات وإضافة الزينة التراثية وأدوات من الشاي والقهوة.

العيادات والطهور
هناك عائلات في بئر السبع من ضمنها قبيلة بني عامر (الملالحة)  معروفة بطقوسهم النادرة من نوعها، والتي تعتبر غريبة لدى البعض، خصوصاً عند الاحتفال بمناسباتهم على اختلافها.
وهنا يجدر الإشارة إلى أن أيام احتفالاتهم وحجم أهميتها تختلف عن باقي الفلسطينيين، حيث إنهم يعطون أهمية كبيرة جداً لاحتفالات طهور الإبن على سبيل المثال، فيطلقون عليه عيداً أيضا، أما الأعياد الأخرى، فهم يحتفلون بعيد الفطر و يسمونه (العيادات) وذلك لمدة ١٠ أيام قبل حلول العيد، أي يظلون محتفلين أخر ١٠ أيام من شهر رمضان المبارك، وكذلك بعيد الأضحى، فيبدأ الاحتفال يوم العيد ولمدة ١٠ أيام تليه كذلك.
ويشارك بهذه الاحتفالات كل أبناء العشيرة، ويحضر كل من يعمل بالرغي واحد أو اثنين من إبله، ليتم ذبح "ما يقارب ال ٣٠ رأس" تقول عيدة، ثم تبدأ السيدات بإعداد الأرز والجريش حتى يتم أكله بجانب الذبائح.
وفي العيد من المعروف أن النساء من قبيلة بني عامر خلال الاحتفالات والأفراح يرتدين الشال الأبيض الطويل أو البرقع المضاف اليه الدراهم العثمانية الفضية أو الذهبية اللون والثوب الفلسطيني المطرز، والبعض يرتدي ال "شناف"، وهو عبارة عن حلق للأنف وكبير بالحجم ومزخرف كذلك.

الفرح
وتمتد طقوس أفراح القبائل في بئر السبع في فلسطين لمدة من ٤/٧ أيام لأهل العريس، ويوم واحد فقط لأهل العروس، والعريس لا يكون قد رأى من عروسه إلا عيناها فقط قبل ليلة الزواج، حيث يأخذ العريس عروسه من بيت أهلها على ظهر الجمل.
ومن المعروف أنه يجب الزواج أن يحدث ما بين أبناء القبيلة نفسها، ويمكن في بعض الحالات أن يتم التزويج من قبيلة أخرى في حال كانت القبيلتين على مودة ووفاق. 
وفي يوم الفرح يشارك كل أبناء القبيلة، كما بالأعياد، فيتم تجهيز الطعام والقهوة لتقدم للضيوف، وأيضاً تكثر وتنتشر سباقات الخيل والإبل وذلك خلال ساعات النهار، أما ليلا فتذهب الأجواء إلى الطرب والفنون المختلفة من بدع وهجين ومربوعة، أما قبل هذا اليوم، فيكون العريس وأقاربه واصدقاؤه قد أتمو ثلاث ليال من السامر أي الدحية.

العزاء
ومعروفة عوائل بئر السبع بتضامن أبناء القبيلة مع بعضهم عند موت أحد الأفراد من القبيلة.
 

  • www.aljazeera.net

    www.aljazeeramubasher.net

شاهد أيضاً