صناعة القطين في رام الله

صناعة القطين

صناعة القطين في رام الله

من المعروف أن بلدة "سلواد" التي تجاور مدينة رام الله في الضفة الغربية تشتهر بكثرة خيراتها، والجودة في منتوجاتها سيما من الخضار، والفواكه، غير أنها تتميز تحديداً بالتين المجفف أو ما يعرف محلياً بـ"القُطين" على شكل خاص.
و اسم سلواد مرتبط بسكل كبير بـ"القُطين" ، بسبب توفره وتنوعه، حتى أن هذه الشهرة قد تعدت النطاق الجغرافي الضيق للبلدة، حتى وصلت مختلف المدن على مستوى الضفة المحتلة.
وهناك الكثير من أبناء سلواد يعملون كمزارعين ومهتمين بجمع ثمار التين مع الأبناء والجيران والأخوة في نهاية الموسم، وذلك تمهيداً لتجفيفها حتى يتم بيعها.
والمزارعون يقولون إن قطف التين وتجميعه بالنسبة لهم يعتبر بمثابة مهنة بديلة عن كثير من الأشغال والأعمال، والصناعات التي وضعه جيش الاحتلال الكثير من العوائق أمام الفلسطينيين في طريق إنجازها".
وفي سلواد تتم زراعة أنواع مختلفة من التين، مثل : "الخروبي"، "الدبة"، "الشناري"، و"البياضي".
أما بما يتعلق بصناعة "القُطين"، من الملفت أنها تمر بعدد من المراحل، حيث تبدأ العملية بجمع التين الناضج عن أغصان شجر التين، ومن ثم يتم وضعه في صناديق خشبية أمام أشعة الشمس، وبعد ذلك يتم نقلها في أكياس إلى منطقة بعيدة عن الهواء والحشرات.
بعد فترة زمنية، غير محددة، يمكن أن يتم بيع القُطين بعدما يتم تنظيفه بمسحة من الزيت، وشبكة من الخيوط مرصوصة كالقلائد.
إنّ زراعة التين تعتبر تراثية لدى أبناء سلواد ورام الله عموماً، وبخاصة في سلواد التي اشتهرت من القِدم بتجارتها القطين".
ويسوِّق المزارعون القطين في الأسواق الفلسطينية المحلية، لكن بحسبهم بأن القطين هو منتج وهدية قيِّمة للمغتربين.
أما بما يخص حياة الفلاحين والمزارعين فقد تبدلت كثيراً بعد قدوم الاحتلال، وتمدده فوق الأراضي الفلسطينية.
ففي السابق كان يتم تبادل ثمار المحاصيل مع القرى الفلسطينية فيما بسنهم، وكان أصحاب مزارع التين يحوزون على مكانة مميزة وعالية لدى الأهالي.
وكانت سلواد قد وصلت في مرحلة سابقة إلى تصدير القطين لمعظم مدن الضفة الغربية، حتى وصلت إلى قطاع غزة.
واليوم هذه المهنة تحاول مقاومة الفناء، في ظل كل المتغيرات المتسارعة حول جهات التوسع العمراني من جهة داخل البلدات والقرى، فضلاً عن استمرار المخططات الاستيطانية الاحتلالية الضامة للمزيد من الأراضي الزراعية.
ويسعى أبناء رام الله لحفظ تاريخ مهنتهم التي كانوا قد توارثوها عن أجدادهم، سيما وأن التين المجفف يحصل على إعجاب ورغبة الكثيرين بسبب فوائده ومنافعه الصحية العديدة.