دير البلح
مدينة يعود تاريخها إلى العصر البرونزي، كما تمتعت بموقع استراتيجي لحصن ساحلي؛ تصارعت عليها دولتان في داك الزمان، حديثنا اليوم عن مدينة دير البلح.
تقع مدينة دير البلح على ساحل البحر الابيض المتوسط وعلى مسافة عشرة كيلو مترا شمال مدينة خان يونس، وعلى مسافة ستة عشر كيلو مترا جنوب مدينة غزة، حيث تصل مساحة المدينة إلى نحو 56 كيلو متر مربع.
يرجع تاريخ دير البلح إلى العصر البرونزي المتأخر التي تجاورت بحدودها مع مملكة كنعان، حُكمت المدينة من المملكة المصرية الحديثة إذ كانت حصناً منيعاً لهم، وخلال عصر الحروب الصليبية؛ شكلت دير البلح حصناً ساحلياً استراتيجياً، وقد كان هدا الحصن سبباً في العديد من الحروب بين الأيوبيين والصليبيين حتى تم هدمه نهائياً، بعد دلك أًصبحت دير البلح قرية مهمة وكبيرة على طريق البريد لدولة المماليك، يذكر أن المدينة استعصت على القائد صلاح الدين في الفتوحات عام 1170؛ لكن بعد سبع سنوات جاءها فاتحاً فأصبحت أول مدينة فلسطينية تفتح آنذاك.
ازدهرت المدينة في بداية حكم الدولة العثمانية، واكتسبت دير البلح أهميتها لقٌربها الجغرافيّ من مدينة غزة، وكذلك بسبب وقوعها على الطريق البحري التجاري السابق، وعاش فيها المسلمون والمسيحييون لفترة طويلة.
سقطت خانيونس في أيدي البريطانيين عام 1917 لتصبح معسكراً ومنطلقاً للقوات البريطانية خلال مهاجمة غزة وبئر السبع التان كانتا لا تزالان تحت الراية العثمانية، لتصبح دير البلح بعد سنة واحدة واقعة كمدن فلسطين للانتداب البريطاني.
اعتمدت دير بلح قديماً على زراعة التمور والتجارة فيها، عدا عن زراعات عديدة، عدا عن الصناعات الغذائية والحرفية.
من خلال الأمم والدول التي مرت عليها، فهنالك معالم عدة في المدينة، ومن أبرزها؛ تلة أم عامر؛ وهي تلة أثرية عثر فيها على أرضية فسيفسائية ملونة تعود إلى العصر البيزنطي، وقلعة دير البلح التي أنشأها ملك القدس الصليبي قبل فتح صلاح الدين للمدينة، ومقبرة دير البلح التي يوجد فيها عدد من القبور التي تعود إلى العصر البرونزي؛ ويعود تاريخ المقبرة إلى الفترة ما بين القرن الرابع عشر قبل الميلاد و 1200 قبل الميلاد، عدا عن تل الريش الذي يعود للحكم الفينيقي.
موسوعة دروب المعرفية - سلسلة بلادنا