الناصرة
مدينة تزينت بتركيبة قاطنيها الذين ما توانوا عن بنائها وجعلها مركزاً ثقافياً مهماً، عداعن أهميتها البالغة في الدين النصراني، حديثنا اليوم عن مدينة الناصرة.
تُعتبر هذه المدينة من أكثر المدن قداسة بالنسبة للدين المسيحي، وقد أصبحت هذه المدينة عبارة عن مركز ديني مهم منذ العصر البيزنطي، وفيما بعد أصبحت مقصداً للحجاج المسيحيين من جميع أنحاء العالم، كما يعيش فيها أكبر تجمع مسيحي موجود في فلسطين التاريخية، وبحسب بعض المصادر فإن مريم العذراء ولدت فيها، وفيها بُشّرت بالسيد المسيح عليه السلام الذي نشأ فيها وقضى معظم حياته.
يذكر أن عددا كبيراً من الطوائف المسيحية تسكن في الناصرة، مثل الروم الأرثوذكس وهي كبرى الطوائف المسيحية فيها، ثم الروم الكاثوليك، فاللاتين والبروتستانت، والمارونية وهم أقدم سكان الناصرة المسيحيين، إضافة إلى الأرمن والأقباط والمعمدانيين، وثلاثتهم ليسوا من السكان الأصليين بل جاؤوا إلى المدينة في القرن العشرين.
دلت الحفريات الأثرية على أن الناصرة كانت مسكونة في العصر البرونزي المتوسط وفي العهد الحديدي، كما وجدت فيها قبور أثرية منقورة في الصخور أو في الكهوف، عدا عن تعاقب الدول والامم عليها، مثل الفرس، والإغريق، وكذلك الرومان، والبيزنطيين، والصليبيين، والمغول.
حكم المسلمون المدينة عام 634م وفتحها القائد المسلم شرحبيل بن حسنة فاتح شمالي فلسطين، ومن ثم تعاقب على حكمها المسلمون والبيزنطيون وقد دارت بينهنم معارك عدة، حتى خضعت لسيطرة المماليك، ثم أصبحت تحت يد الخلافة العثمانية، ثم جاء الانتداب البريطاني بعد سقوط الدولة العثمانية، وقد وقفت الناصرة في وجهه خلال تظاهرات وانتفاضات وعدد من الاضرابات، وفي عام 1948م دخلت العصابات الصهيونية محتلة لها.
وبسبب طبيعتها الخلابة، فقد عمل كثير من أهلها في مجال الزراعة، عدا عن أن المدينة تعبتر سوقاً كبيراً لعشرات القرى المحيطة اضافة الى شضهرتها في النسيج، كما ساعدت السياحة في تنمية التجارة والزراعة في الناصرة.
تحتوي المدينة على عدد كبير من المعالم التاريخية مثل المساجد والكنائس، كما يوجد عدد من قبور والشهداء، كما تميزت بعدد من المتاحف الجميلة.
موسوعة دروب المعرفية - سلسلة بلادنا