طبريا
مناخها الشتوي الدافئ ومناظر الجبال الخلّابة، جعلت منها محط أنظار العديد من الحضارات والأمم، رأى فيها العديد من القادة الذي قطنوا فيها موقعاً دفاعياً هاماً بسبب موقعها الاستراتيجي، حديثنا اليوم عن مدينة طبريا.
تقع مدينة طبريا في شمال شرق فلسطين المحتلة، على الضفة الغربية لبحر الجليل أو كما تعرف ببحيرة طبريا، وتبعد عن العاصمة الفلسطينية القدس ما يُقارب 198 كيلومتر من الجهة الشمالية الشرقية.
موقعها الاستراتيجي وتربتها الخصبة ومياهها الدافئة جعل منها مطمعا لعدد من الدول والحضارات، إذ يعود تاريخ المدينة إلى الكنعانيين، فقد جاء الرومان وقاموا ببنائها على أنقاض مدينة الكنعانيين، وقد سميت طيباريوس نسبة إلى نسبة الى الامبراطور الروماني آنذاك، فاتخذها الرومان مسكناً؛ وليقينهم بأهميتها قاموا ببناء قلعة قرب شاطئها، عدا عن الاهتمام الذي لاقته المدينة حينها.
وفي عام 634 فتح المسلمون المدينة على يد الصحابي الجليل شرحبيل بن حسنة، وأصبحت عاصمة لجند الأردن.
اِحتُلت المدينة من قبل الصليبيين، وقاموا بتهجير المسلمين والقاطنين فيها، ومن ثم حصنَ الصليبيون المدينة تحصيناً شديدا.
وفي عام 1187 عاد صلاح الدين ليحررها من قيدها في معركة حطين الخالدة، لكن بقيت المدينة بعدها مابين شد وجذب؛ ودخلت العديد من الحروب التي أدت إلى تخريب الكثير من آثارها ومعالمها.
وفي العهد العثماني؛ تمت السيطرة على المدينة وبقيت تحت الحكم العثماني لفترة طويلة؛ حتى جاء نابليون خلال حملته وأخضعها لحكمه، بعدها حكم المصريون المدينة وقاموابإصلاح العديد من أجزائها، حتى جاء البريطانيين وأصبحت المدينة منتدبة كباقي المدن الفلسطينية، ثم خضعت للاحتلال الصهيوني ليومنا هذا.
طبيعتها الخلابة جعل منها مركزا سياحياً مهما، كما يعتمد أهلها على الصيد؛ وتنتشر في المدينة تربية الأسماك في البرك والمستنقعات.
كما تشتهر بالصناعة، إذ عرف اهل المدينة بصناعة الزجاج والخزف، بالإضافة إلى النسيج، والأعمال الخشبية، وحياكة الصوف.
في طبريا عديد من المعالم الاثرية، من أشهرها؛ الجامع الكبير ومجموعة من الحمامات الساخنة، والمعلم الاشهر بحيرة طبريا.
موسوعة دروب المعرفية - سلسلة بلادنا