تقاليد أهل مدينة اسدود في عيد الاضحى المبارك

لم تكن  الحياة في قرى اسدود مقتصرة طوال العام على أعمال الزراعة البدائية والتي كانت تتسم بأنها مجهدة للرجال والنساء على السواء ، بل كانت أيضاً تعتبر حياة بسيطة و مريحة للنفس، فالأولاد كانوا يمرحون ويسرحون في شوارع القرى وفي ساحاتها، والرجال كانوا يقضون أوقات فراغهم في جلسات ممتعة في المقاعد والساحات العامة أو على المصاطب، وكانوا يتجاذبون أطراف الحديث ويستمتعون بقصص وحكايات طريفة، سواء كانت قد حدثت معهم أو مع جيرانهم وأقاربهم .

وفي الأيام المشمسة والجميلة من فصل الشتاء، ترى الرجال منتشرون في ساحات الجرن متحلقين يمارسون هواياتهم و مستمتعين بألعابهم المشهورة مثل "الدريس" و "السيجة" وهي شطرنج الفقراء، والتي كانت تحتاج إلى قدر من المهارة والذكاء وكانت تستغرق ساعات طوال ، والأطفال حولهم في الجرن وكانوا كذلك يمارسون رياضتهم البسيطة مثل لعبة "الحابو" أو "الحيبو" ولعبة "الكورة" والتي كانت شبيهة بلعبة "الهوكي" الأمريكيّة.

وفي المساء كان يتجمع أفراد العائلة من اجل تناول وجبة العشاء، والتي كانت الوجبة الرئيسية للفلاح في القرية ،ثم بعد يتوجه الرجال إلى مجالسهم المفضلة وهو المقعد للمشاركة في بحث أمور الحمولة أو الاستماع إلى شاعر الربابة أو حتى يلعبون "الورق" (الشدة) والصينية واحتساء بعض فناجين القهوة السادة، أما الشباب فبعضهم يرافق والده إلى المقعد ، والبعض كان يذهب إلى المقهى حيث كانوا يلعب الورق أو طاولة الزهر أو الضامه ( في القرية تعرف بالضومنة).

أما عن عادات أهالي اسدود في عيد الاضحى المبارك 

فموعد هذا العيد هو العاشر من ذي الحجة بعد أن يتم وقوف الحجّاج في جبل عرفات – و المتعارف عليه أنه يأتي بعد عيد الفطر بسبعين يوماً، وبهجة هذا العيد في التكبير والتهليل وذبح الأضاحي وتوزيع الجزء الأكبر من لحومها على الأرحام والجيران والمحتاجين الذين لا يستطيعون شراء اللحوم والاضاحي وذبحها، وهذا العيد مشهور بأنه عيد اللحم، فبينما عيد الفطر هو عيد الحلوى، فعيد الأضحى هو من المناسبات القليلة التي كانت تسنح فيها للفلاح الفرصة لأكل اللحوم، وكان معظم الفلاحين لا يأكلون اللحم لأكثر من خمس أو ست مرات في العام، والقلة منهم الذين كانوا يستطيعون أكله في كل أسبوع أو كل شهر، فمثلاً كان احمد عويضة والعبد ربيع البطراوي وخالد البطراوي  يذبح  كل منهم خروفا أو جديا واحدا في يوم الجمعة ، فيكفي جميع المشترين ، وهذا دليل على أن القلة من أعداد القادرين من سكان قرى اسدود على شرائهم أضحية العيد.

 

 

موسوعة دروب المعرفية - سلسلة بلادنا

  • www.alaraby.com

    info.wafa.ps

شاهد أيضاً