قلقياية

مدينة تجذرت عراقتها عبر الأمم والدول، وحظيت بمكانة عظيمة على مدى تاريخها الذي امتد لآلاف السنين، إنها مدينة قلقيلية ذات العمق التاريخي الكبير.

مدينة قلقيلية هي مدينة عربيّة إسلاميّة ذات تاريخ عريق، ومُوغلٍ في القِدَم، حيث حَظِيت بمكانة عظيمة على مرِّ تاريخها الطويل، فقد لعبت استراتيجية مكانها دوراً هاماً في إبرازها، وتقع مدينة قلقيلية على مسافة 75كم من القدس، و34 كم من نابلس، وعلى مسافة 16 كم جنوب طولكرم، وتبعد عن البحر الأبيض المتوسط مسافة 14 كم، وترتفع عن سطح البحر75 متراً، إذ تتقاطع فيها السُّفوح الغربيّة لسلسلة جبال نابلس مع الجزء الشرقيّ لساحل البحر الأبيض المُتوسِّط، وتعود تسميتها إلى العهد الكنعاني، حيث تعني عمليّة إزالة الحَصَى الصغير المُدوَّر من الحُبوب بعد دَرسها، وحصادها.

تقع مدينة قلقيلية ضمن التجمُّعات السكّانية، والحضاريّة التي تمتدُّ على طول الساحل الفلسطينيّ، بسبب مكانها الاستراتيجي، وهي تَبعُد نحو 14كم عن شاطئ البحر الأبيض المُتوسِّط، وقد حظيت قلقيلية بأهمية خاصة بحُكم موقعها، فهي تُمثِّل نقطة لتقاطع الطُّرُق بين مُختلف المُدُن الفلسطينيّة، كما أنّها مثَّلت قديماً مَحطَّة رئيسيّة وبارزة للقوافل التجاريّة؛ بسبب طبيبتها الخلابة التي تأسر الألباب، كما كثُرت فيها الينابيع ما جعل أجواءها خلابة إلى أبعد إلى الحدود، كما كانت مركزاً؛ لانطلاق الغزوات الحربيّة، والقُوَّات العسكريّة، وقد ضمَّت المدينة مَحطَّة للسكَّة الحديديّة تَبعُد نحو 82كم عن مَحطَّة حيفا، وهي تُعتبَر إحدى مَحطَّات خطِّ سِكَّة الحديد بين مصر، والشام.

تتبابعت عليها الدول والأمم، وبعد حكم المسلمين فيها على مدى مئات السنين، وبعد سقوط الدولة العثمانية وحكم الانتداب البريطاني، وبعدما ضُمت الضفة الغربية إلى الاردن، احتل الكيان الاسرائيلي المدينة وشرد الالاف من اهلها ونسف 80% من بيوتها، وبعد اتفاق أوسلو، أعلن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قلقيلية رسمياً محافظة فلسطينية.

بسبب مناخها الرائع وخصوبة تربتها ووفرة مياهها، اعتمدت قلقيلية اقتصادياً على الزراعة، لكن القطاع الزراعي تأثر بشكل سلبي جداً بعد بناء الجدار العازل.

بعد كل هذه الأمم التي توالت على قلقيلية، برز عديد من المعالم، من أهمها المسجد القديم الذي رمم في عام 1842 ولم يعرف متى تم إنشاؤه، ومقام النبي إلياس، والسرايا وشعار الدولة العثمانية، والبرك الرومانية، ومسجد حجه الذي يعود إلى العهد المملوكي.

 

 

 

موسوعة دروب المعرفية - سلسلة بلادنا

شاهد أيضاً