مدينة عكا

على رمالها الحارة هزم فرسان الهيكل على يد المماليك وفقدوا بعدها آخر قلاعهم فيها، سنتحدث اليوم عن مدينة دارت على ثراها معارك طاحنة غيرت وجه حضارات وأطاحت بأخرى، وعرفت بمنعة أسوارها وأنها كاسرة حلم نابليون في احتلال بلاد الشام، إنها مدينة عكا.

تعتبر مدينة عكا من أقدم الفلسطينية التاريخية، جغرافياً تقع عكا على الساحل الشرقي للبحر المتوسّط، إلى الشمال الغربي من مدينة القدس التي تبعد عنها حوالي  مئة وثمانين كم، كما تبعد واحدا وعشرين كم عن الحدود اللبنانية جنوباً.
كان أغلب سكان عكا قبل نكبة عام الف وتسعمئة وثمانية واربعين من العرب المسلمين، وكانت فيها طائفة يهودية صغيرة، ومع ارتفاع وتيرة الاستيطان اليهودي أصبح الفلسطينيون يشكلون خمسة وثلاثين بالمئة فقط من نسبة السكان، بحسب إحصائيات عام الفين وعشرة.

حُررت عكا من أيدي الصليبيين في عهد المماليك، وتوالت عليها الحضارات والامم، وفي العام السادس عشر للهجرة حررها الصحابي الجليل شرحبيل بن حسنة، وأنشأ فيها معاوية بن أبي سفيان عام  عشرين للهجرة دارا لصناعة السفن، وانطلقت من المدينة سفن حربية عربية إلى جزيرة قبرص.

وجاء إليها القائد الفرنسي نابليون بونابرت وجيشه بعدما احتل مصر ويافا، وحاصرها لمدة طويلة، إلا أن محاولاته اقتحامها باءت بالفشل، وقال كلمته الشهيرة: تحطمت أحلامي على أسوارك يا عكا، سلاما لا لقاء بعده، وبعد ذلك وبسقوط الدولة العثمانية خضعت للانتداب البريطاني ثم للاحتلال الصهيوني حتى يومنا هذا.

تحوي المدينة على الكثير من المعالم التاريخية، ومن أبرزها حدائق البهجة، وفيها سور الجزار، وفي المدينة مقام النبي صالح، ويقع في المقبرة الإسلامية جنوبي عكا، ويعتقد أن به ضريح النبي صالح عليه السلام، كما يحوي أضرحة الشهداء الثلاثة فؤاد حجازي ومحمد جمجوم وعطا الزير الذين أعدمهم الإنكليز.

 

 

موسوعة دروب المعرفية - سلسلة بلادنا

شاهد أيضاً