طولكرم

مدينة اكتسبت أهميتها لأنها كانت ملتقى للطرق التجارية وممر للغزوات الحربية بين مصر والشام، على أرضها سُطرت ملاحم وقامت دول وحضارات، سنسرد اليوم قصة مدينة طولكرم.

تقع مدينة طولكرم شمال غرب الضفة الغربيَّة، في منتصف السهل الساحلي الفلسطيني، في موقع متوسط بين السهل والجبل، على بعد 15كم من شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وتبلغ مساحتها ما يقارب 32.000 دونم، ويتراوح ارتفاعها بين 25 و 125م عن سطح البحر.

يعود تاريخ طولكرم إلى العصر النحاسي، أي بما يقدر بأكثر من 3000 عام قبل الميلاد، كما مرت عديد من الدول، عليها الدولة البيزنطية والرومانية والكنعانية، وبطبيعة الحال الدول الاسلامية، حيث لكل حقبة من هذه الحقبات شواهد تاريخية وآثاراً لقاطنيها في تلك الاوقات.

عاشت المدينة تاريخها الإسلامي مبكرا بعد عام 636 للميلاد، وعثر على شواهد كثيرة لحكم الدولة الأموية، وبعد سقوط الدولة العثمانية خضعت للانتداب البرياطاني، حالها كحال المدن الفلسطينية، وفي حرب 1948 خسرت المدينة كثيراً من الاراضي، وزاد الوجع بعد سلب الاحتلال الاسرائيلي في حرب 1967 وبدأت الانشطة الاستيطانية على أراضيها، لكن بعد اتفاق أوسلو عام 1995 انسحب الاحتلال منها، لكنه ما لبث ان عاد عام 2003 واحتلها ثم خرج منها مرة أخرى.

يعتمد غالبية قاطنيها على الزراعة في كسب العيش، فقد حباها الله تربة خصبة ووفرة في المياه، فيزرع أهلها المحاصيل المثمرة والحمضيات والزيتون، كما اشتهرت بصناعة مشتقات الالبان والدقيق، والحلويات، وصِناعات مختلفة مثل صناعة الطوب والأحذية.

انتشر في طولكرم عدد كبير من الاثار من مختلف العصور والأمم، كمقام بنات النبي يعقوب وخربة نصف جبيل التي بنيت في عهد الظاهر بيبرس، كما يوجد فيها خربة أم صور التي تحتوي على بقايا سور وأبنية وأعمدة وصهاريج وخزان.

 

 

موسوعة دروب المعرفية - سلسلة بلادنا

شاهد أيضاً