صفد
مدينة نشأت على سفوح جبل كنعان، أخذت صلابتها من الصخور المبنية عليها، مدينة من أقدم المدن الفلسطينية التاريخية أسسها الكنعانيون، وهي عاصمة الجليل الأعلى، سنسرد اليوم قصة مدينة صفد.
تقع مدينة صفد على الجهة الشمالية من فلسطين المحتلة في منطقة الجليل، والتي تبعد حوالي مئة واربعة وثلاثين كلم شمال مدينة القدس، وتشرف على بحيرة طبريا، ومرج بيسان الواقعان على الجنوب الشرقي منها، وعلى جبل الجرمق من الغرب، كما تعد من أكثر مدن فلسطين ارتفاعاً عن مستوى سطح البحر، حيث يصل ارتفاعها إلى تسعمئة متر تقريباً، ويعيش في صفد أكثر من ثمانية وعشرين الف نسمة حسب إحصائيّات عام الفين وستة.
يحكى ان مدينة صفد قد شهدت العديد من الاحداث التاريخية وبقايا عمران تعود للعصور الحديدية والبرونزية، ويذكرأن صلاح الدين الايوبي قد فتحها بعد احتلال الصليبيين لها، ثم عاد الظاهر بيبرس ليستعيدها رمة أخرى، حتى وقعت في يد الانتداب البريطاني بعد سقوط الدولة العثمانية، ومن تاريخ النكبة ولغاية الان ما زالت اسيرة محتلة من الصهاينة.
كان لموقعها الاستراتيجي دور كبير في طمع الغزاة للظفر بها والسيطرة عليها، وذلك نتيجة وقوعها على الطريق الواصل إلى دمشق من جهة الشمال، عدا عن كونها عاصمة للجليل في بعض الأحيان، كما أكسبتها التجارة أهمية عظيمة، حيث كانت في العهد القديم إحدى محطات البريد بين الشام ومصر.
اعتمدت صفد على العديد من الموارد الاقتصادية، وقد كانت زراعة أشجار الزيتون، والعنب، والخضروات، والحبوب، والعديد من الأشجار المثمرة أحد الموارد الرئيسية، عدا عن اختلاف الصناعات فيها، ناهيك عن أن صفد كان مركزاً تجارياً مهماً بسبب موقعها الجغرافي، كما كانت مورداً سياحياً وأحد مصايف فلسطين، بسبب المناظر الطبيعيّة الجميلة، والأشجار العالية، بالإضافة إلى الأسواق التي يذهب إليها السكان للبيع والشراء.
لا تخلو صفد من المعالم البارزة؛ كجامع الظاهر بيبرس، بالإضافة إلى بعض الزوايا.
موسوعة دروب المعرفية - سلسلة بلادنا