حيفا
مدينة اكتسبت شهرتها من طبيعتها الخلابة، بحر وخضرة وجبل الكرمل الذي زاد من أهميتها، وفي ذات الوقت جعل أعين الغزاة تترصد بها، بدءاً من الغزو الصليبي انتهاءً بالاحتلال الصهيوني.
تعتبر مدينة حيفا من أكبر وأهم مدن فلسطين التاريخية، حيث تقع على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، وتبعد عن القدس حوالي 158 كم إلى الشمال الغربي، ويبلغ عدد سكانها حوالي 272 ألف نسمة إضافة إلى 300 ألف يعيشون في الضواحي السكنية حول المدينة، ما يجعلها ثالث أكبر مدن فلسطين بعد القدس وتل أبيب، ويشكل اليهود الغالبية، بينما يشكل العرب من مسيحيين ومسلمين الأقلية بعد تهجير وطرد معظمهم في النكبة عام 1948.
موقعها الاستراتيجي جعل ميناءها من أهم الموانئ في فلسطين وإحدى البوابات المهمة للشرق الأوسط، ولها أهمية كبيرة من الناحية التجارية والعسكرية طوال فترة تاريخها.
سكن الناس مدينة حيفا منذ عشرات الآلاف من السنين حيث عثر منقبون على بقايا هياكل بشرية تعود إلى العصر الحجري وآثار حضارات العصر الحجري القديم.
أسست حيفا من قبل العرب الكنعانيين في القرن الرابع عشر قبل الميلاد وكانت قرية صغيرة آنذاك، وفتحت في عهد الأمويين عام 633 ميلادية، من بعدها استوطنت القبائل العربية في فلسطين والساحل الفلسطيني، وكانت حيفا جزءاً من الدولة الإسلامية في العهد الأموي والعباسي والدولة الفاطمية.
من بعد ذلك، استولى الصليبيون على بيت المقدس عام 1099 وبقيت حيفا في أيدي الفرنجة إلى عام 1187 حيث انتصر المسلمون في معركة حطين بقيادة صلاح الدين الأيوبي في تلك السنة.
وقبل سقوط عكا بأيدي الأوروبيين عام 1191 بقليل، أمر بهدم أسوار حيفا وحصونها بعد أن أخلتها حاميتها.
لكن ازدهار حيفا الحديثة كان بعد عام 1761 على يد القائد ظاهر العمر، والذي أسس إمارة شبه مستقلة عن العثمانيين في الجليل.
وفي العهد العثماني زاد ازدهارها، وتأسس فيها أول مجلس بلدي عام 1873.
وبعد انتصار بريطانيا في الحرب العالمية الأولى عام 1918، أصبحت فلسطين خاضعة للانتداب البريطاني.
وبعد عدة معارك ومجازر قامت بها العصابات الصهيونية وقعت المدينة بأيدي المنظمات اليهودية بحق السكان العرب في المدينة وضواحيها، نتج عنها طرد جماعي لمعظم هؤلاء السكان من أحيائهم، واستبدال أسماء الشوارع والمناطق العربية مباشرة بالعبرية، في 21 نيسان/ أبريل عام 1948.
موسوعة دروب المعرفية - سلسلة بلادنا