المسرح الروماني في نابلس

يعد المروح الروماني في نابلس واحد من أكبر المسارح التي تم اكتشافها في فلسطين، وقد تم اكتشافه إبان عام ١٩٧٩م، وذلك كان عندما قامت بلدية نابلس بشقها لشارع وتطوير الخدمات الموجودة في المنطقة، وتم تنفيذ الحفريات الأثرية ما حوله والتي امتدت لفترة خمس سنوات حتى ظهر وبرز ثلث المسرح الروماني الموجود بوضعه الحالي.

يعتبر هذا المعلم من أهم معالم مدينة “نيابولس” الرومانية والتي قام بإنشائها الامبراطور “سبسيان” عام ٧٣م، كما وبتم بناء مسرحه بقطر ١١٠م، وكان المسرح يتسع لأكثر من ١٠ آلاف متفرج، حيث إن المدرجات كانت شائعة ومنتشرة بكثرة في الفترة الرومانية، وكان يتم فيها عرض التراجيديا والكوميديا، ولكن في الفترة البيزنطية تم تحويل منطقة العرض الأوكستر في المدرج إلى بركة من الماء كان يتم استخدامها أحيانا للألعاب المائية.

والجدير بالذكر أنه تم اهمال المسرح وذلك منذ حكم الفترات الإسلامية المتوالية، ولم يسلم من حركات السرقة والعبث من قِبل لصوص الأثار، في حين أنه تم تفكيك بعض حجارته واستخدامها في اعماء مباني وتحصينات كان يتم استخدامها قديماً، باستثناء الصف الأول وعدد من المقاعد المتفرقة في المكان بالإضافة إلى بعض الأساسات السفلية.

ويقول سكان المنطقة أنه كان هناك مقترحاً قدمته “اليونيسكو” في سبيل إعادة تأهيل المسرح قبل عدد من السنوات، لكن ما تبين بأن أمر التأهيل يلزمه كذلك إعادة لتأهيل وتعويض أصحاب المباني وساكنيها، والتي أُقترح عليه أن يتم هدمها لاكتشاف المسرح وبشكل كامل، كما وقد تقرر كذلك هدم شارع عام حتى يستكمل إظهار الحدود الأصلية له، على اعتبار بأن المُكتشف لا يشكل سوى ٤٠% من المناطق السفلية.

بووفقاً للنصوص الأثرية والمصادر إن المسرح موجود عند الطرف الجنوبي لمدينة نيابولس حيث تواجد المحاجر الرومانيه التي ساعدت ووفرت الجهد الكبير في قطع ونقل الحجارة اللازمة لبنائه، وهو يعتبر أكبر مسرح روماني تم اكتشافه في فلسطين وقد بلغ قطره مئة وعشرة أمتار (١١٠).

وكان المسرح يعامل على أنه مؤسسة ثقافية وترفيهية، وفكرة ظهوره تعود بكلا شقيه المعماري والثقافي لأول مره إلى اليونانيين الذين أصبحوا نموذجهم المسرحي مثلاً يقتدى و يحتذى به وانتقل إلى الرومانيين، ومن ثم لقي استحساناً لدى الشعوب العربيه في الشرق خلال حكم الرومان.

تم العمل على بناء المسرح في البداية من الخشب ولكن استبدل في وقت متأخر بالحجر، ومن ثم تحول المسرح إلى نموذج هندسي مثير للاعجاب في المدن الكلاسيكية.

ويتكون المسرح معمارياً من بناء نصفه دائري الشكل تقوم عليه الصفوف المدرجة ومقسمه إلى مقاعد حجرية لجلوس المشاهدين عليها، ويتم الوصول اليها من خلال فتحات المداخل الخارجية والممرات الداخلية.

موسوعة دروب المعرفية - سلسلة بلادنا