قصر طوقان
يعتبر قصر طوقان في مدينة نابلس معلمًا ثقافيًّا فنياً تقوم حجارته بحمل قيمة تاريخية، واستمد المبنى المشيد في زمن الخلافة العثمانية اسمه عن طريق الأديبين الفلسطينيين: إبراهيم طوقان، وشقيقته فدوى طوقان.
يتربع القصر في حارة القريون المتوسطة حارات نابلس القديمة بالتحديد مقابل مسجد البيك، ويحده من الجهة الغربية طريق يقود إلى شارع النصر، ومن الجنوب بيت النابلسي، ومن الجهة الشرقية والشمالية بيوت سكنية، وفق مدير حماية آثار نابلس إياد ذوقان.
من الناحية المعمارية يتكون القصر من مساحة كبيرة جداً، ومن القسم الجنوبي، والقسم الشمالي، وطابقين من البناء، وقسم تم تخصيصه للسلملك (الرجال)، وقسم للحرملك وهم فئة (النساء).
النمط المعماري السوري حيث تتمثل جمالية المكان برونق بناءه؛ فعلى مداخل الحصن أو البيت هناك ساحة سماوية، وحولها غرف للخدم والدواب، ثم هناك درج عريض يصل إلى ساحة سماوية واسعة وفيها بركة كبيرة، وما حولها هناك غرف متقابلة لها أواوين أو مصاطب حجرية وهي "السلاملك"، ثم هناك مداخل للأجنحة فيها غرف مماثلة للحرملك"، وحال قصر طوقان كحال الكثير من الآثار التاريخية، فهو كغيره لم يسلم من استهداف واعتداءات الاحتلال الصهيوني؛ وتعرض كذلك للتدمير والتفجير خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية، وخلال الاجتياح الإسرائيلي الذي كانت قد تعرضت له البلدة القديمة.
وتم تصنيف القصر كواحد من أهم القصور التاريخية التي احتضنتها مدينة نابلس، وهي قصور أقامتها أبرز العائلات التي حظيت بمكانة سياسية واقتصادية خاصة خلال الفترة العثمانية، وأهم هذه العائلات بالإضافة إلى عائلة طوقان، هناك عائلة عبد الهادي، وعائلة النمر.
وبالإشارة إلى أن النمط التخطيطي والمعماري المحلي الذي قام بأفراز مدرسة المعمارية السورية، وهو ما يميز هذه القصور.
وقصر طوقان متميز بنمط معماري سوري وحلبي، ما يقوم بعكس أصول العائلة وروابطها التاريخية في سوريا، وخلال عملية بناءه تم الاهتمام بأدق التفاصيل، وحتى يكون القصر عبارة عن تعبير صامت عن مكانة العائلة، وقد عكس كذلك قدراتها المالية الكبيرة، واهتمامها بالأسلحة والخيول".
ويرجع تاريخ بناء القصر إلى العقد الثالث من القرن الثامن عشر الميلادي، وذلك من قبل رئيس علماء نابلس إبراهيم بيك بن صالح باشا طوقان، بالاعتماد على تمويل سخي من قبل والده، وقد وصل عدد غرف وأواين القصر إلى نحو ١٠٠غرفة، وقد تم الإلحاق به ساحات وبساتين وصلت مساحتها إلى حوالي ثلاثة من الدونمات، ويبين ذوقان أن القصر متألف من مجموعة من الأقسام التي تم توزيعها على عدد من الطوابق، حيث يضم المستوى الأول إسطبلًا للخيول، وبوابة مركزية، وأخرى تعد ثانوية، بالإضافة إلى ساحة مركزية مكشوفة ملحق بها ديوان كبير وواسع، ومجموعة من الغرف والأواوين التي كانت قد خصصت للحراس والقائمين على إدارة أعمال العائلة. وكذلك ألحق بالواجهة الشرقية للساحة درج حجري يصعد إلى جناحي السكن الشمالي والجنوبي، وما زالت الساحة المكشوفة تحتفظ ببلاطها الحجري السلطاني.
موسوعة دروب المعرفية - سلسلة بلادنا
-
المراجع
www.alwatanvoice.com
شاهد أيضاً
-
- نابلس
- 14:56