خان العمدان
لعكا ومينائها أهمية ومركز استراتيجي مرموق ولذلك ، أقيمت فيها العديد من الخانات ومنها، خان الإفرنج، وخان الشّونة، وخان الشَّوَردة، وخان الحمير، وخان البحطيطي، وخان سنان، وخان العريض وخان العمدان، وكان خان العمدان يعد أكبر هذه الخانات وأجملها، ويقع الخان والذي كان بيت الجمرك الفرنجي للميناء الڤينيتساني (ڤينيتسا=البندقيّة)، وذلك شمال غرب ميناء الصّيّادين، حيث أمر ببنائه أحمد باشا الجزّار، وكان يعد أحد أهمّ وأجمل المشاريع العمرانيّة، بالإضافة لجامع الأنوار ومشروع المياه الكابري. وسنة إتمام بنائه في العام 1784 وهو رباعي الشكل، ويبلغ طوله ٨٠ مترًا وعرضه ٧٠ مترًا، ويتألّف من طابقين، السفلي للبضائع والدّواب والعلوي، وفيه ٤٠ غرفة، للتّجّار، وفي وسط الخان ساحة فيها حوض ماء زوّدتها قناة الكابري بالمياه لاستعمال التّجّار ودوابهم.وتزين الأروقة حيث مداخل غُرَفِهِ أعمدةٌ أُحضِرت من خرائب قيسارية وعتليت، وعددها 32 عمودًا، وكان السبب في تّسميته، ومن الجدير ذّكره أنه سمّي أيضًا بخان الميناء أو بخان الجزّار.وكان للخان بوّابتان واحدة من الشّمال والثانية من الغرب، كما أضيفت لهما لاحقًا ثالثة من ناحية الميناء.وفي العام ١٨٦٨ استأجر بهاء الله، وهو مؤسّس البهائيّة ونبيُّها، جزءًا من الخان لاستقبال زوّاره ومريديه وللاستماع لمحاضراته وتعاليمهم، وكانت أهمّيّة الخان كانت قد نزلت بعد تحوّل الثّقَل إلى ميناء حيفا وبدل ميناء عكا، ومن اجل هذا سكنته عائلات عكّاوية ابتداءً من أواخر القرن التاسع عشر وبداية العشرين وحتى النكبة في عام ١٩٤٨، وبقيت بعض العائلات فيه حتى عام ١٩٦٦ ومن ضمن التخطيط لإقامة مشروع سياحي، كما تم إخلاء الورشات التي عملت في طابقه السفلي. ومن ضمن احتفالات الدّولة العثمانيّة باليوبيل الفضّي لجلوس السلطان عبد الحميد الثاني، بنيت في فلسطين سبعة أبراج ساعة في سبعة مدن،وهي (صفد، الناصرة، عكا، حيفا، نابلس، يافا والقدس)، وربّما كان برج عكا والذي جرى بناؤه في سنة 1906 من أجملها، وكان قد أقيم فوق المدخل الشمالي للخان، من ناحية ساحة الصّيّادين، ويرتفع هذا البرج 28 مترًا ويحتوي على ٤ طبقات من حجر الكركار، ويحمل الطابق الأخير ٤ ساعات واحدة من كلّ جهة وفوقها شعار الهلال والنجمة. وقامت بلدية عكا في سنة ٢٠٠١ بتركيب ٤ ساعات حديثة، كانت احداها أرقامها لاتينيّة والثانية تحوي أحرف عبرية والثالثة عربية والرابعة أوروپيّة والتخطيط المستقبلي للخان أن يتحوّل إلى فندق من خلال المحافظة على ميزاته التاريخيّة، ومن الجدير ذّكره أنه مسجَّل في اليونسكو كأثر تاريخي عالمي.بعد الكثير من العقبات، ورست المناقصة على شركة استثمار إسرائيلية لها الكثير من الفنادق في إسرائيل والخارج، تملكها عائلة (نقَاش)،وسيتم بناء المدخل من ناحية الميناء بنمط تاريخي لا يسيء لشكل الخان.
موسوعة دروب المعرفية - سلسلة بلادنا
-
المراجع
www.saaih.com
metras.co
شاهد أيضاً
-
- عكا
- 15:09