خان التجار في نابلس

لا يزال "خان التّجّار" في مدينة نابلس، الموجود باتجاه شمال الضفة الغربية، يشهد حركةً تجاريّةً نابضةً بالحياة حتّى يومنا هذا، بعد مرور أكثر من ٤٥٠ عامًا على تشييده. إذ أنه يعجّ بزواره وقاصديه من متاجر الملابس والأحذية خصوصاً في شهر رمضان المبارك.

ويعتبر "خان التّجّار" الذي يحتوي بجوفه على عشرات المحال التجارية، واحداً من أشهر أسواق الضفة الغربية المحتلة؛ والذي قام بتشييده هو الوزير العثماني قره مصطفى باشا عام ١٥٦٩ م.

وما زال المبنى الذي سقف على الطراز الإسلامي، والذي يمتاز بالبناء القوسيّ القديم، يحمل ذات البصمة وذات الصبغة، وم زالت جدرانه تحتفظ بنقوشه العثمانية، فيما أن الدكاكين المشيّدة من الحجارة والطين تعلو، مساكن عائلات نابلسية.

ويعج السوق في النّصف الثاني خلال شهر رمضان وبشكل خاصّ، بالمتسوّقين الذين يرغبون في شراء ملابس العيد؛ حيث يتم عرض الملابس والأحذية.

يعتبر خان التجار هو عنوان حضارة الدولة العثمانية في فلسطين عامة ونابلس خاصة".

يشكل الخان أهم مركز تجاري موجود في مدينة نابلس وحتى موجود في الضفة الغربية، حيث إنه من يزور نابلس لا بد له أن يقوم بزيارة خان التجار"، إذ أنّ "البضاعة هنا هي ذاتها التي يتم عرضها في المحال الحديثة الموجودة في المدينة لكن الأسعار فيه تعتبر شعبية.

وبحسب أصحاب محلات الخان، يمثل الخان لهم الحياة والتاريخ الذين يعشقونه، وإرث الأجداد"، مضيفين أن "الخان هو إرث تركي عثماني قديم، يعتزون به، ويأملون الاهتمام بإعادة ترميمه".

وبجوار دكاكين الخان هناك نقوش عثمانية، ما تزال حتى اليوم ظاهرة لكل العيان.

ويتفرع عن الخان، الموجود بالتحديد في البلدة القديمة بنابلس، مجموعة من الأسواق، كسوق الحدادين، وسوق النجارين، وسوق البصل، وسوق شارع النصر، وغيرها.

كما وأضافوا أن الخان هو عَلم رئيسي لدى مدينة نابلس، ومركز تجاري مهم جداً"، وفيه كل ما يحتاج المتسوق في أسواق نابلس، وبأسعار شعبية كثيرة، بالإشارة إلى أن موسم الأعياد هي عبارة عن فرصة كبيرة للتجار لتحقيق الأرباح؛ حيث يعج السوق بالمتسوقين الذين يبحثون عن احتياجاتهم.

وتحتوي البلدة القديمة في نابلس على مجموعة من المعالم الدينية، المسيحية وإلاسلامية، والسامرية، وهي طائفة من بني إسرائيل، وأسواق قديمة كذلك، وفندق، وخانات، وحمامات تركية، وأعين ماء، وساحات، يتوسّطها "برج ساعة"، تم تشييده في العهد العثماني.

موسوعة دروب المعرفية - سلسلة بلادنا