لماذا تواصل إسرائيل جريمة عزل الأسيرات داخل السجون؟
العزل كعقوبة
بالعادة، يتخذ قرار تحويل الأسيرات إلى العزل ضباط أمن السجن، حيث يتعرض الأسير لمحكمة أمام مجموعة من الضباط وتفرض عليه عقوبة، تتراوح بالعادة ما بين أسبوع إلى 6 أشهر.
وتستخدم سلطات الاحتلال العزل عقوبة ضد الأسرى، ويتخذ عدة أشكال، أخفها ما تعرضت له الأسيرات في البداية وهو تحويل الغرف لزنازين عزل جماعية من خلال سحب كل متعلقات الأسرى ومستلزماتهم اليومية من أدوات كهربائية، ولا يبقى في الغرف سوى الملابس والأغطية.
وفي هذه الحالة يتم إغلاق القسم بالكامل وتمنع الأسيرات من الخروج إلى الساحات أو حمامات الاستحمام خارج الغرف، وتكون ممثلة القسم حلقة الوصل بين الإدارة والأسيرات، وعادة ما ترافقها عقوبات أخرى، مثل المفروضة على الأسيرات الآن، مثل منع زيارة الأهل أو حتى مجرد التواصل الهاتفي لشهر كامل.
النوع الثاني، هو العزل داخل السجن ولكن خارج القسم، كما جرى مع شروق البدن وباقي الأسيرات بغرفة 9، حيث نقلن إلى زنازين عزل بسجن الدامون. وبالعادة لا تحتوي الزنازين إلا على غطاء واحد فقط للسرير، ومن الملابس غيار واحد يتم حفظه في مخزن السجن وتسليمه للأسيرة وقت الاستحمام.
النوع الثالث، هو العزل الانفرادي خارج السجن، ويستخدم لتغليظ العقوبة، مثلما حدث مع الأسيرة ياسمين شعبان.
الخطير في هذا النوع من العزل، هو نقل الأسيرة لعزل جنائي وتعامل الإدارة معها مثل الجنائيات المعتقلات على جرائم القتل والمخدرات، وذلك بحسب الأسيرة المحررة منى قعدان التي تعرضت لهذا النوع من العزل في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
في حديثها للجزيرة نت، تقول منى قعدان "تم نقلي لعزل الجنائيات في سجن جلبوع لـ7 أيام، كانت الزنزانة ضيقة للغاية وشديدة البرودة، والقسم منفصل عن باقي الأقسام".
تقديرات أمنية
في كل الحالات السابقة يكون العزل هو العقوبة، لكن في حالات أخرى يتم تحويل الأسيرة أو الأسير للعزل دون أي مخالفات ضد إدارة السجن، لكن فقط بناء على تقديرات أمنية، كما هو الحال في عزل الأسيرة فدوى حمودة من مدينة القدس المحتلة، التي تم عزلها لأشهر انفراديا.
في هذا السياق، يقول مدير نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، إن هذا النوع من العزل يسمح للأسير وقت نقله لغرف الزنازين باصطحاب جميع أغراضه ومستلزمات الحياتية، كما هو الحال في غرف الأقسام العادية، لكن الفرق أنه يكون وحيدا.
وفي حديثه للجزيرة نت، يقول فارس إن هذا النوع من العزل يستخدمه الاحتلال ضد الأسرى الذين لهم تأثير على باقي الأسرى، أو في القضايا التي تحمل بعدا أمنيا، مثل الهروب من السجون، حيث يتعرض الأسرى للعزل لسنوات.
ويتخذ قرار العزل في هذه الحالة قائد المنطقة بجيش الاحتلال، ويتم تجديده كل 6 أشهر، بعد عرض الأسير على لجنة أمنية من إدارة مصلحة السجون.
المصدر قناة الجزيرة