الشارع الرئيسي الروماني

بعد مرور ألفي عام على إنشاء الشارع الرئيسي الروماني من قبل الرومان في القدس وذلك خلال مرحلة سيطرتهم على واحدة من أقدم مدن العالم وأكثرها حساسية، لم يظل إلا نحو ١٣٠ متراً من شارع الكاردو الرابط بين شمال بلدة القدس وجنوبها.

ويصل شارع الكاردو الذي يعني باللغة اللاتينية "القلب" بين باب العمود دمشق وباب والنبي داوود صهيون، وذلك مروراً بسوق خان الزيت، غير أنه يقسم البلدة القديمة إلى قسمين الشرقي والغربي.

كما وأقام الرومان شارع "دوكومانوس" الواصل ما بين شرق البلدة القديمة للقدس وغربها، وقام بتقسيمها إلى أربعة أجزاء.

شوارع علوية وأخرى سفلية

ويبدأ هذا الشارع من باب الخليل نحو الغرب وصولاً إلى المسجد الأقصى حالياً مروراً بباب السلسلة.

وبحسب الطبيعة الطبوغرافية للبلدة القديمة في القدس ومكان وقوعها فوق أربعة من التلال وبين ثلاثة من الوديان، أقام الرومان فيها شوارع علوية وشوارع أخرى سفلية، كما وقام الرومان ببناء مدن جرش وسبسطية ودمشق وأقاموا مدينة القدس وفق أساليب وتخطيطات عمرانية واحدة.

وبطبيعة الحال تتميز مدينة القدس بالشوارع العلوية والسفلية وذلك بسبب طبيعتها الطبوغرافية.

وفي البلدة القديمة لم يظهر إلا أقل من ١٣٠ متراً من شارع الكاردو القريب من حارة الشرف (حارة اليهود) وقوس النصر الموجود على مدخل باب العمود.

وفي أول الشارع مرسومة لوحة من الفسيفساء تظهر الحركة التجارية والاقتصادية والمارين في شارع الكاردو منذ بداية إنشائه.

و في اللوحة يطهر الحوانيت التجارية التي تنتشر على جانبي الشارع والأعمدة التي قامت بتمييز العمارة الرومانية في تلك الفترة الزمنية.

وتقع الأعمدة الرومانية في وسط الشارع، وبقايا الحوانيت القديمة الموجودة على جانبيه.

تخطيط روماني

وبسبب تعاقب الحضارات على القدس، صارت غالبية الشارع واقعة على بعد خمسة أمتار أسفل البلدة القديمة للقدس حالياً.

ويقوم حالياً مئات آلاف السياح الأجانب بقصد الشارع الذين يقومون بزيارته وذلك بهدف التعرف إلى البلدة القديمة للقدس.

وبحسب المؤرخين المقدسيين إن القدس الحالية وبلدتها القديمة هي مقامة بتخطيط روماني، إلا أن مظاهرها وأبنيتها عربية وإسلامية، و إن وجود المسجد الأقصى أدى إلى شق طرق جديدة تصل إليه عن طريق مداخل القدس القديمة.

كما أضاف المؤرخون أن المسجد الأقصى هو المبنى الأقدم في البلدة القديمة للقدس، مشيرين إلى أن "كنيسة القيامة لم تحافظ على شكلها الذي بنيت عليه في البداية، إذ أنه تمت إعادة بنائها مما أفقدها شكلها الأصلي.

وبحسب الأقوال إن الحاجة الطبيعية والتطور العمراني والكثافة السكانية في القدس هي التي ساهمت في إجراء عدد من التغييرات على المدينة، مضيفين أن ذلك لم يتم فرضه وإنما جاء بحسب الاستجابة للمتغيرات.

 

 

موسوعة دروب المعرفية - سلسلة بلادنا

  • www.aljazeera.net

     

شاهد أيضاً